اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 225
القلب وتوقيرهم وإجلالهم فيه، ونحو ذلك من الحقوق التي جاء بها الكتاب والسنة وكان عليها سلف الأمة لا عبادتهم ولا عبادة قبورهم أو آثارهم وقد قال صلى الله عليه وسلم" اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد" وفي المعلى زاوية تنسب لعبد القادر رحم الله روحه ونوّر ضريحه فيه دوحة عظيمة يعلقون عليها الخرق ويجعلون فيها البيارق والأعلام يرجونها وبركتها ويدعونها وليست إلاَّ ذات أنواط، وفي المدعى زاوية أخرى فيها مثلها غير الزوايا والبنايا التي على القبور تدعى وترجى، فقد وجد في حرم الله طهره الله وصانه وجعل المتقين أولياءه وسكانه جميع ما نهى الله عنه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فأما الخمر والميسر والأزلام والزنا واللواط فهذا أمر مشهور دلائله قائمة عليه حتى في المسجد الحرام تجاه الكعبة المشرفة، وأما الأنصاب فهي كل ما نصب يعبد من دون الله أو معه من حجر أو شجر أو وثن أو قبر وأحدها نصب كطنب والجمع أنصاب كأطناب، قال ابن عباس كل معبود من دون الله أو معه فهو نصب قبراً كان أو حجراً أو شجراً. وقال الزجاج أصلها الحجارة التي تتخذ على صورة من يعبدونه ثم استعملت في كل الأوثان وقال مجاهد وقتادة وابن جريح كانت الأنصاب حول البيت أحجاراً كان أهل الجاهلية يذبحون عليها وكانوا يعظمونها ويدعونها لتشفع لهم ويعبدونها وكل ما اتخذ لذلك فهو نصب، والأصنام أخص من ذلك، وقال الفراء الأنصاب هي الآلهة التي كانت تعبد من أحجار أو أشجار أو قبور أو غيرها، وأصله من الشيء المنصوب الذي يقصده من أراده ورآه ومنه قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} قال ابن عباس إلى غاية أو علم يسرعون وهو قول أكثر المفسرين وقال الحسن يعني إلى أنصابهم أيهم يستلمها أول. قال الزجاج وهذا على قراءة من قرأ نصب بضمتين كقوله وما ذبح على النصب. قال ومعناه أصنام لهم فالشيطان قد نصب للمشركين ما قصدوه فدعوه واعتقدوه وعبدوه كائناً من كان في أي مكان كان ولا يخفى ما اعتقدوا في عبد الرحمن المحجوب وأبي طالب ومحمود ولد إبراهيم بن أدهم وولد البدوي وسائر عباد الله من الأنبياء والأولياء وابن عباس أو غيرهم من الشياطين والأخشاب والأحجار
اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 225