اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 224
شجر إلاَّ الحجر الأسود خاصة فانه يمين الله في الأرض، ومع سنية تقبيله ووضع الجبين عليه لا يدعى ولا يرجى ولا يتوكل عليه وان اعتقدنا شفاعته في الآخرة ليس هو بأفضل من الأنبياء والأولياء ومع ذلك لا يشفعون إلاَّ من بعد إذن الله لمن يرضى عنه وإذاً فسؤال الشفاعة إنما هو من الله فسأل منه كما يسأل تعالى الثبات على الدين والوفاة على الإيمان وهو أرحم الراحمين. ويقابله حجر منقور على قدر المرفق يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم تمرفق عليه فأثر به وهو أيضاً كذب لم ينقل عن الصحابة ولا عن التابعين ولا تابعيهم ولا عمن يعتد به من أهل العلم ولم ينقل ولا في حديث ضعيف انه صلى الله عليه وسلم وجد له أثر قدم أو أثر مرفق أو وضع في حجر، وإنما ذلك من تلبيس إبليس على هؤلاء ليغويهم ويحسن لهم شركهم وهم يزعمون أنه حب لنبيهم، وما محبته إلاَّ اتباع شرعه، وما جاء به والعمل به، ودحض ضده، ومعاداته، زيادة على حب ذاته صلى الله عليه وسلم ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده " وفيه أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" وفيه أيضاً عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبداً لا يحبه إلاَّ لله ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النا ر" وفيه أيضاً عن عبد الله بن هشام قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلاَّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فانه الآن يا رسول الله والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر" وليس حقوق الأنبياء في تعزيرهم وتوقيرهم إلاَّ مجتهم محبة مقدمة على النفس والأهل والمال وإيثار طاعتهم ومتابعتهم في ستهم وهديهم ونحو ذلك من الحقوق التي من قام بها لم يقم بعبادتهم والإشراك بهم، كما ان عامة من يشرك بهم شيئاً أكبر أو أصغر يترك ما عليه من طاعتهم بقدر ما ابتدعه من الإشراك به، فليس على المؤمن ولا له إلاَّ طلب طاعتهم قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} وكذلك حقوق الصديقين المحبة في
اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 224