responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 185
عدد فِي الْجَسَد ثمَّ فِي كَثْرَة النعم فِي كَثْرَة مَا أنشأ من دَلَائِل التَّوْحِيد والرسالة وَإِن كَانَ بِدُونِ ذَلِك كِفَايَة ثمَّ بِكَثْرَة الْفَوَاكِه والملاذ وَإِن كَانَ الْقَلِيل من ذَلِك كَافِيا
وَبعد لَو كَانَ بِالْعقلِ كِفَايَة فَهُوَ يسده الْحَد فِي ذَلِك والتعاون بأنواع واستشارة أهل النّظر فِيمَا خص الله لَهُم وأزاح عَنْهُم الْإِشْكَال ثمَّ الإجتهاد الوافر لَهُ يبْذل فِيهِ كل مجهود فَكَانَ فِي إرْسَال الرُّسُل تيسير عَلَيْهِم وَتَخْفِيف وَذَلِكَ من عَظِيم المنن فكفران مثله يدل على حمق الرجل وجهله بالمنن حَتَّى عدهَا بلَاء مَعَ مَا للعقول أشغال وللأنفس أهواء يستر الْعُقُول فإرسال الرُّسُل معونه لَهُم وإرشاد وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي جبلت الْعُقُول على حبه مَعَ مَا فِيهِ تذكير وتنبيه وتحذير لوجه التَّقْصِير فَيكون ذَلِك مِمَّا يحث على النّظر وَيَدْعُو إِلَى الْفِكر وإستعمال الْعُقُول وَذَلِكَ مَعْرُوف فِي جَمِيع أُمُور الدُّنْيَا وسياسات الْملك مَعَ مَا جعل الْهوى منازعا لَهُ وَقد جعل للهوى أعوان من الْأَمَانِي والشهوات وشياطين مزينة لَهَا فَكيف يُنكر جعل أعوان للعقول أحقهم بذلك الرُّسُل
وَبعد فَإِن جَمِيع نوازع الْهوى مُشَاهدَة حسية وَجَمِيع أَسبَاب عمل الْحق غَائِبَة إِذْ الْمُذكر هُوَ ذكر الثَّوَاب وَالْعِقَاب وَالْأَمر بترك الشَّهَوَات والملاذ وَذَلِكَ أَمر عسير على الطَّبْع والهوى فَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى الإستعانة بِرُؤْيَة من تذكر رُؤْيَتهمْ الْمعَاد ويخبرون عَن المنقلب بِمَا فِيهِ من الْيُسْر والعسر ليصير ذَلِك بِحَق العيان فيسهل على الطَّبْع سهولة مَا يُوَافق الطَّبْع وَالله الْمُوفق
وَنَوع آخر من الأَصْل فِي ذَلِك وجود الرُّسُل بِمَا مَعَهم من الْأَدِلَّة والبرهان مِمَّا

اسم الکتاب : التوحيد المؤلف : المَاتُرِيدي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست