فكل شيء بقدر ولا يمكن أن يكون في الكون شيء لم يرده الله ولم يخلقه إذ الملك ملكه والخلق خلقه، والإيمان بهذا واجب وقد أجمع أهل السنة عليه، وتتلخص عقيدتهم في الإيمان بالقدر بأن يؤمن العبد بأن الله سبق في علمه وجود الكائنات وما يعمله العباد من خير وشر، وكتب كل ذلك في اللوح المحفوظ، وأن وجود أي شيء من ذلك إنما يكون بمشيئته، وأنه سبحانه الخالق لكل شيء.
وعليه فالإيمان بالقدر لا يكون إلا بالإتيان بمراتب القدر، وهي أربع مراتب:
1- الإيمان بعلم الله الأزلي، وأنه أحاط بكل شيء علماً، وأنه علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (لأنفال:23)
يقول تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} (سبأ:1،2) ، {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (لقمان:16)
2- الإيمان بالكتابة وأن كل شيء كتب ودون في اللوح المحفوظ.
قال الله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}