الخلد تسرح) والخلد هي الجنة؛ لأنها دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. وفي هذا أن أهل الجنة يتزاورون فيها ويغدون ويروحون لتتم لذتهم وليكمل أنسهم وسرورهم، نسأل الله الكريم من فضله.
ثم قال:
(سعيد وسعد وابن عوف وطلحة ... وعامر فهر والزبير الممدح)
هذا تفسير وبيان للرهط بذكر أسمائهم، وهؤلاء الستة مع الأربعة الخلفاء هم العشرة المبشرون بالجنة كما بشرهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت الصحيح. فهم الرهط الذين لا ريب في دخولهم الجنة، ولا ريب أنهم على نجب الفردوس في جنة الخلد يسرحون، وقد ورد في بشارتهم بالجنة أحاديث، منها ما رواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة" [1]، وفي الترمذي وابن ماجه عن سعيد بن زيد مثله.2 [1] الترمذي برقم (3747) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (50) .
2 الترمذي برقم (3748) ، وابن ماجه برقم (133) .