فأهل السنة يقولون ينزل الله إلى السماء الدنيا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكيفون، فلا يجعلون لصفة الله كيفية ككيفية صفة المخلوق، ولا كيفية يتخيلونها في الذهن، والمعطلة الذين نفوا النزول إنما نفوه بعد تكييف؛ لأنه قد استقر في أذهانهم النزول الذي في المخلوق، وهذا الذي فهموه في عقولهم ظنوا أن أهل السنة يثبتونه فرموهم بالتشبيه.
وبعضهم افترى على شيخ الإسلام أنه نزل عن المنبر وقال: ينزل الله كنزول هذا، ذكر ذلك ابن بطوطة في رحلته وهذا كذب وافتراء عليه رحمة الله؛ لأنه كان في السجن في الوقت الذي مر فيه ابن بطوطة دمشق، والذي يريد أن يعرف عقيدة الشيخ يقرأ كتابه "شرح حديث النزول" وقد قرر فيه إبطال تشبيه نزول الله بنزول المخلوقين في مواضع، والذي دفع هؤلاء إلى هذا الافتراء على شيخ الإسلام وغيره هو أنهم لم يفهموا من النزول إلا نزول المخلوق ولما رأوا أهل السنة يثبتون هذا النزول وصفوهم بالتشبيه. وحاشاهم من التشبيه.
(الجبار) هو الله وهو اسم من أسمائه كما في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23) .
والجبر الذي في اسمه الجبار من دلالاته: الإصلاح، يقال: جبر كسره أي أصلحه، وجبر حال الفقير، أي أصلحه.
ومن مدلولاته العلو والقهر، أي العلي على خلقه والقاهر فوق عباده.