الألفاظ التي تطلق على نفي الشيئ ويراد نفي كماله " [1].
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [2] والمراد نفي الكمال ونظائره كثيرة.
ومن أشهر ما استدل به السلف من الأحاديث حديث شعب الإيمان المتفق على صحته وفيه:" الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " [3]. فأخبر في هذا الحديث بأن الإيمان له أعلى وأدنى، وفي هذا إشارة إلى أن مراتبها متفاوتة.
وتحت ((باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال)) ذكر الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا مَن كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيخرجون منها، قد اسودُّوا فيُلقَون في نهر الحيا ـ أو الحياة، شكَّ مالك ـ فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم ترَ أنها تخرج صفراء ملتوية " [4].
وقال الإمام البخاري أيضاً: " باب زيادة الإيمان ونقصانه، وقول الله تعالى: {وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص.
ثم ساق حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج من النار مُن قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله [1] النووي، محي الدين يحيى بن شرف، شرح صحيح مسلم، ج2 ص41، ط المطبعة المصرية. [2] متفق عليه. [3] متفق عليه وقد تقدم عند بيان حقيقة الإيمان. [4] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري، ج1 ص72، ط المطبعة السلفية.