اسم الکتاب : الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 44
من اللعب، ويلهون ألوانا من اللهو هكذا كنا نعرف المولد ببلاد المغرب، حتى إذا جئنا بلاد المشرق وجدنا المولد فيها عبارة عن اجتماعات في بيوت الأغنياء والموسرين تعقد تحت شعار ذكرى المولد النبوي الشريف وليس خاصا عندهم بشهر ربيع الأول ولا باليوم الثاني عشر منه، بل يقيمونه عند وجود أية مناسبة من موت أو حياة، أو تجدد حال، وكيفيته: أن تذبح الذبائح وتعد الأطعمة ويدعى الأقارب والأصدقاء وقليل من الفقراء، ثم يجلس الكل للاستماع فيتقدم شاب حسن الصوت فينشد الأشعار ويترنم بالمدائح وهم يرددون معه بعض الصلوات [1] ثم يقرأ قصة المولد حتى إذ بلغ: وولدته آمنة مختونا. قام الجميع إجلالا وتعظيما ووقفوا دقائق في إجلال وإكبار تخيلا منهم وضع آمنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يؤتى بالمجامر وطيب البخور فيتطيب الكل، ثم تدار كؤوس المشروبات الحلال فيشربون ثم تقدم قصاع الطعام فيأكلون وينصرفون، وهم معتقدون [1] نحو
صلى عليك الله يا علم الهدى ... ما حن مشتاق إلى لقاك
بإشباع الكاف من لقاك.
اسم الکتاب : الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 44