responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 180
ثمَّ قلت وَالَّذِي يسْتَدلّ بِهِ للفرقتين على كفر أَحدهمَا أَن نَنْظُر فِي الْكتب إِلَى أَن قلت إِذْ الذلة والأسرة والفرقة عَلامَة الْكَافرين
وهذاالإطلاق لَو علمت مَا يلزمك عَلَيْهِ لاستغفرت إلهك مِنْهُ لكنك جهلت فأطلقت وَحَيْثُ وَجب أَن تمسك أرْسلت وَذَلِكَ أَنه إِن صَحَّ مَا ذكرت فَلَا ذلة وَلَا أسرة وَلَا تَفْرِقَة أبلغ من ذلة من يصفع فِي قَفاهُ وَيجْعَل على رَأسه شوك وَفِي يَده قَصَبَة ويساق للْقَتْل وعَلى عُنُقه خَشَبَة ويصلب وتسمر يَدَاهُ وَرجلَاهُ وينخز وَهُوَ يطْلب مَاء فيرفع إِلَيْهِ إِنَاء خل وَهَذَا كُله بزعمكم وَلَا رُتْبَة فِي المذلة أبلغ من هَذِه فعلى قَوْلك وَسِيَاق دليلك يلزمك تَكْفِير المصلوب وَيحصل لِلْيَهُودِيِّ مِنْكُم الْغَرَض الْمَطْلُوب فَإِن كنت عَاقِلا فثقل كلامك وَلَا يكن عارا عَلَيْك لسَانك وَقد نَصَحْتُك يَا فشكل وَمَا أَظُنك تقبل
وَإِنَّمَا أردْت أَن تَقول فَلم تطاوعك الْعبارَة يَا جهول الدَّلِيل على مَجِيء الْمَسِيح المنتظر أَنه قد ثَبت فِي كتب الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام أَن الله قَالَ للْيَهُود لَا يزَال ملككم قَائِما وخيركم دَائِما مَا دمتم مُؤمنين حَتَّى تكفرُوا فَإِذا كَفرْتُمْ أزلت ملككم وأبدلتكم مِنْهُ ذلا وصغارا وغضبا ونقمة وَعند ذَلِك أرسل إِلَيْكُم الْمَسِيح وَلَا يشك أحد فِي زَوَال ملك الْيَهُود وإنقطاعه وَفِي نزُول الذلة والمسكنة عَلَيْهِم فَلَا يشك فِي كفرهم وَلَا يشك فِي مَجِيء الْمَسِيح وَأَنَّهُمْ كفرُوا بِهِ وَلَو هَكَذَا قلت لما لزمك شَيْء مِمَّا ألزمت وَهَذَا الدَّلِيل الَّذِي استدللت بِهِ على الْيَهُود إِذا سيق على الطَّرِيقَة الَّتِي ذَكرنَاهَا وَصَحَّ نَقله عَن الْأَنْبِيَاء بطرِيق الْقطع هُوَ حجَّة على الْيَهُود لَا مخرج لَهُم مِنْهَا وَلَا محيص عَنْهَا على أَنه بقى فِيهِ مَوَاضِع للبحث إِذا انفصلت تمّ الدَّلِيل ووضح السَّبِيل

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست