responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
هَذَا دَلِيل لَيْسَ لَهُ للدلالة على مَجِيء الْمَسِيح من سَبِيل بل هُوَ عين الْمَذْهَب الَّذِي تَدعُونَهُ وَيبقى عَلَيْك الإستدلال عَلَيْهِ وَإِن جَازَ أَن يكون مثل هَذَا دَلِيلا صَحِيحا على مَجِيئه جَازَ أَن يكن نقيضه دَلِيلا على إنتفاء مَجِيئه وَلَا فرق بَين مَا قلت وَبَين مَا يَقُوله الْيَهُودِيّ إِذْ كل وَاحِد مِنْكُم تكلم بِدَعْوَى وَلم يثبتها وَلَا بُد لَك من إِقَامَة دَلِيل فاذكره فَإِن كلامك الأول لَيْسَ بِدَلِيل فَإِن أخذت تستدل بِدَلِيل آخر خلاف مَا ذكرت فقد اعْترفت بِأَن كلامك الأول لَيْسَ بِدَلِيل وانقطعت وَإِن رجعت تستدل بذلك تبين جهلك هُنَالك
فَأنْظر مَا أحسن هَذَا الدَّلِيل فلعمري مَا للمستدل بِهِ من النّظر الْعقلِيّ كثير وَلَا قَلِيل
ثمَّ قلت والكتب أجمع مَعَ كَلَامهم يحتجون بهَا بَعضهم على بعض يَجْتَمعُونَ على ألفاظها وقراءاتها ويختلفون فِي تَأْوِيلهَا كفعلهم إِلَى هَذَا الْمدَّة
تناقضت يَا مخدوع وَلم تشعر وظننت أَنَّك تنتصر فَإِذا بك تستأسر افصحت هُنَا بأنكم يحْتَج بَعْضكُم على بعض ويتضمن ذَلِك أَنكُمْ تحتجون بِالتَّوْرَاةِ عَلَيْهِم وَكَيف يَصح لَك هَذَا مَعَ أَنَّك قد ادعيت أَنَّهَا مَنْسُوخَة بِكِتَابِكُمْ فَإِن قلت إِن هَذَا عَلَيْهِم فِي معرض الْإِلْزَام قيل لَك فَلَا تَأْخُذ من التَّوْرَاة شَيْئا من الْأَحْكَام وَلَا تحكم مِنْهَا على شَيْء بحلال وَلَا حرَام
ثمَّ إِن كلامك هَذَا يفهم مِنْهُ أَنهم يحتجون عَلَيْكُم بكتبهم على أَن الْمَسِيح لم يَجِيء وَإِذا اتّفق أَن يحتجوا عَلَيْكُم بِمثل هَذَا من كتبكم فقد أفحموكم
هَذَا كُله على ظَاهر كلامك وَلم ترو هَذَا الْمَعْنى وَإِنَّمَا أردْت أَن تَقول إِن الْجَمِيع قد اتَّفقُوا على أَلْفَاظ الْكتب وإختلفوا فِي تَأْوِيلهَا وَلم تساعدك الْعبارَة وَهَذَا أَكثر كلامك تُرِيدُ أَن تَقول شَيْئا ثمَّ تعبر عَنهُ بِعِبَارَة تدل على خلاف مَا أردْت وَسبب ذَلِك أَنَّك أدخلت نَفسك فِي شَيْء لم تعرفه وتعاطيت مَا لم تُحسنهُ فَكنت بِمَثَابَة من أَدخل نَفسه فِي شفط ثمَّ جَاءَ آخر فَشد عَلَيْهِ وربط

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست