responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
معجزات مُوسَى بن عمرَان فَلَا يُجِيبهُمْ بِشَيْء وَسَيَأْتِي لهَذَا مزِيد وَدَلِيل ذَلِك من الْإِنْجِيل أَن عِيسَى قَالَ للْيَهُود لست أفعل من ذاتي شَيْئا لكنني أحكم بِمَا أسمع لِأَنِّي لست أنفذ إرادتي بل إِرَادَة الله الَّذِي بَعَثَنِي إِلَى مَا فِي كتبكم من هَذَا الَّذِي قد عميتم عَنهُ وَلم تسمعوا حرفا مِنْهُ فَتَارَة ينبهكم على وَجه الإستدلال وَأُخْرَى يُصَرح بالمقال وَتارَة يسْأَل فَيعْطى وَيُجَاب وَأُخْرَى يسْأَل فَلَا يرد عَلَيْهِ جَوَاب وحينما يتبرأ من مَشِيئَته ويعترف بزلته وعبوديته ثمَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم مَعَ ذَلِك يَقُولُونَ هُوَ إلهنا ومحيينا وخالقنا فَهَؤُلَاءِ يكونُونَ بكم كالأنعام وصم كالأصنام {فَمَا لهَؤُلَاء الْقَوْم لَا يكادون يفقهُونَ حَدِيثا}
ثمَّ نقُول إِن كَانَ إحْيَاء الْأَمْوَات يدل على الألوهية فلأي شَيْء لَا تَقولُونَ إِن الياس وَالْيَسع كَانَا إِلَهَيْنِ وَأَنه حل بناسوتهما اللاهوت وشأنهما فِي إحْيَاء الْمَوْتَى لَا يقدر أحد على دَفعه وَلَا يخفى
وَلم لَا تعتقدون ألوهية النَّبِي حزقيال إِذْ فر قومه وهم أُلُوف حذر الوباء فأماتهم الله ثمَّ جَاءَهُم نَبِيّهم فَقَالَ لَهُم لتحيوا بِإِذن الله فَحَيوا وَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ سحنة الْمَوْت على وُجُوههم حَتَّى مَاتُوا بآجالهم وَهَذَا مَعْرُوف عِنْدهم وَلَا مدفع فِيهِ
وَإِن أنكرتم وجود شَيْء من ذَلِك نزلنَا مَعكُمْ إِلَى مَا فِي الْكتب الْقَدِيمَة من قصَص الْأَنْبِيَاء وكتبهم وَهَذَا لَازم لهَؤُلَاء الْقَوْم لَا يَنْفَكّ عَنهُ وَاحِد مِنْهُم أبدا

اسم الکتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست