اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 53
والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم، وقوله: "هذا الحديث الشريف: (السيد الله) ؛ يريد أن السؤدد حقيقة لله عز وجل، وأن الخلق كلهم عبيد له، والسيد إذا أطلق على الله - تعالى، فهو بمعنى المالك والمولى والرب، وقال ابن عباس: {الله الصَّمَدُ} ؛ أي: السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد".
قال ابن الأثير - رحمه الله -: "فيه أنه جاء رجل من قريش، فقال: أنت سيد قريش. فقال: (السيد الله) . أي: هو الذي تحق له السيادة، كأنه كره أن يحمد في وجهه، وأحب التواضع، وحديث: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"؛ قاله إخبارًا عما أكرمه الله به من الفضل والسؤدد، وتحدثا بنعمة الله تعالى عليه، وإعلاما لأمته؛ ليكون إيمانهم به على حسبه وموجبه، ولهذا أتبعه بقوله: (ولا فخر) ؛ أي أن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله، ولم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتي؛ فليس لي أن أفتخر بها ... " انتهى.
فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما أخبر بذلك، لكن لما واجهه هؤلاء بهذا اللفظ؛ نهاهم عنه؛ خوفا من الغلو، الذي يفضي بهم إلى الشرك.
ومما يوضح هذا ما ورد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه، أن ناسا قالوا: يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال: "يا أيها الناس! قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، وأنا محمد، عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل" رواه النسائي بسند جيد.
ففي هذا الحديث ما يبين أنه نهاهم أن يقولوا: يا سيدنا! خشية عليهم من الغلو في حقه؛ فسد هذا الطريق من أساسه، وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبودية، وقد وصفه الله بهما في مواضع من كتابه، وهما قوله: "عبد الله ورسوله"، ولم يحب أن يرفعوه فوق ما أنزله الله عز وجل؛ حماية
اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 53