responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان    الجزء : 1  صفحة : 52
الله تبارك تعالى. فقلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً. فقال: قولوا بقولكم أو: بعض قولكم) ، ولا يستجرينكم الشيطان"، رواه أبو دواد بسند جيد.
ففي هذا الحديث منع صلى الله عليه وسلم هؤلاء أن يقولوا له: أنت سيدنا، وقال: "السيد الله تبارك وتعالى"، ونهاهم أن يقولوا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، وذلك لأنه خشي عليهم الغلو، وكره أن يواجهوه بالمدح فيفضي بهم إلى الغلو، وقال: "لا يستجرينكم الشيطان"، أي: يتخذكم جريا له، والجري الرسول والوكيل؛ فبين بهذا أن مواجهة المادح لممدوح بالمدح - ولو بما فيه - أنه من عمل الشيطان؛ لأن ذلك يسبب تعاظم الممدوح، وذلك مما ينافي كمال التوحيد، كما أنه قد يسبب غلو المادح حتى ينزل الممدوح منزلة لا يستحقها.
وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن إطرائه، والإطراء هو الزيادة في المدح حتى يفضي ذلك إلى الشرك به ووصفه بأوصاف الربوبية، كما حصل في كثير من المدائح النبوية، التي نظمها بعض الغالين، كصاحب (البردة) وغيره، مما جرهم إلى الشرك الأكبر؛ كقول صاحب (البردة) .
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
وقوله:
فإن من جودك الدينا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
والنبي صلى الله عليه وسلم لما أكمل الله له مقام العبودية؛ صار يكره أن يمدح؛ صيانة لمقام العبودية، وحماية للعقيدة، وأرشد الأمة إلى ترك ذلك؛ نصحا لها، وحماية لمقام التوحيد عن أن يدخله ما يفسده أو يضعفه من الشرك ووسائله، ومن ذلك نهيه لهؤلاء أن يقولوا له: أنت سيدنا، والسيد مأخوذ من السؤدد.
قال ابن الأثير في (النهاية) : "والسيد يطلق على الرب، والمالك،

اسم الکتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست