اسم الکتاب : الإبانة عن أصول الديانة المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج الجزء : 1 صفحة : 218
فلا بد من نعم.
يقال لهم: فأضلهم ليضلوا أو ليهتدوا؟
فإن قالوا: أضلهم ليهتدوا.
قيل لهم: وكيف يجوز أن يضلهم ليهتدوا، وإن جاز هذا جاز أن يهديهم ليضلوا، وإذا لم يجز أن يهدي المؤمنين ليضلوا، فما أنكرتم من أنه لا يجوز أن يضل الكافرين ليهتدوا.
مسألة:
ويقال لهم: إذا زعمتم أن الله هدى الكافرين فلم يهتدوا، فما أنكرتم أن ينفعهم فلا ينتفعون، وأن يصلحهم فلا ينصلحون، وإذا جاز أن ينفع من لا ينتفع بنفعه فما أنكرتم من أن يضر من لا تلحقه المضرة، فإن كان لا يضر إلا من يلحقه الضرر فكذلك لا ينفع إلا منتفعا، ولو جاز أن ينفع من ليس منتفعا، ويهدي من ليس مهتديا؛ جاز أن يقدر من ليس مقتدرا، وإذا استحال ذلك استحال أن ينفع من ليس منتفعا، ويهدي من ليس مهتديا.
اسم الکتاب : الإبانة عن أصول الديانة المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج الجزء : 1 صفحة : 218