قدحهم في فاطمة رضي الله عنها
ثم هؤلاء الشيعة وغيرهم يحكون عن فاطمة من حزنها على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا يوصف، وأنها بَنَتْ بَيْتَ الأحزان، مع أنه حُزْنٌ على أمر فائت.
ويذكرون عن على وفاطمة من الجزع والحزن على فوت مال فدك وغيرها من الميراث ما يقتضي أنه صاحبه إنما يحزن على فوت الدنيا وقد قال الله تعالى:
{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ} [1] .
وهؤلاء الرافضة من أجهل الناس يذكرون فيمن يوالونه من أخبار المدح وفيمن يعادونه من أخبار الذم ما هو بالعكس أولى.
ومنها ما ذكروه عن فاطمة أنها أوصت أن تدفن ليلاً ولا يصلي عليها أحد منهم لا يحكيه عن فاطمة ويحتج به إلا رجل جاهل يطلق على فاطمة ما لا يليق بها. وهذا لو صح لكان بالذنب المغفور أولى منه بالسعي المشكور [2] . [1] سورة الحديد آية (23) . [2] ج (4) ص (263) ج (2) ص (215) .