responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آكام المرجان في أحكام الجان المؤلف : الشِّبْلي    الجزء : 1  صفحة : 179
إِذا رمى بِمثل هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم كُنَّا نقُول ولد اللَّيْلَة رجل عَظِيم أَو مَاتَ رجل عَظِيم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهَا لَا يرْمى بهَا لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِن رَبنَا تبَارك اسْمه إِذا قضى أمرا سبح حَملَة الْعَرْش ثمَّ سبح أهل السَّمَوَات الَّذين يَلُونَهُمْ حَتَّى يبلغ التَّسْبِيح أهل هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا ثمَّ يَقُول الَّذين يلون حَملَة الْعَرْش لحملة الْعَرْش مَاذَا قَالَ ربكُم فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ فيستخبر بعض أهل السَّمَاء بَعْضًا حَتَّى يبلغ الْخَبَر هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا فيخطف الْجِنّ السّمع فيقذفون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ويرمون فَمَا جَاءُوا بِهِ على وَجهه فَهُوَ حق وَلَكنهُمْ يقذفون فِيهِ وَيزِيدُونَ وَفِي هَذَا دَلِيل على مَا قدمْنَاهُ من أَن الْقَذْف بالنجوم قد كَانَ قَدِيما وَلكنه إِذْ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غلظ وشدد كَمَا قَالَ الزُّهْرِيّ ملئت السَّمَاء حرسا شَدِيدا وشهبا وَقَوله فِي آخر الحَدِيث من رِوَايَة ابْن اسحاق وَقد انْقَطَعت الكهانة الْيَوْم فَلَا كهَانَة يدل قَوْله الْيَوْم على تَخْصِيص ذَلِك الزَّمَان كَمَا قدمْنَاهُ وَالَّذِي انْقَطع الْيَوْم وَإِلَى يَوْم الْقِيَامَة أَن تدْرك الشَّيَاطِين مَا كَانَت تُدْرِكهُ فِي الْجَاهِلِيَّة الجهلاء عِنْد تمكنها من سَماع أَخْبَار السَّمَاء وَمَا يُوجد الْيَوْم من كَلَام الْجِنّ على أَلْسِنَة المجانين إِنَّمَا هُوَ خبر مِنْهُم عَمَّا يرونه فِي الأَرْض مِمَّا لَا نرَاهُ نَحن كسرقة سَارِق وخبية فِي مَكَان خَفِي أَو نَحْو ذَلِك وَأَن أخبروا بِمَا سَيكون كَانَ تخرصا وتظننا فيصيبون قَلِيلا ويخطئون كثيرا وَذَلِكَ الْقَلِيل الَّذِي يصيبون فِيهِ هُوَ مَا تَتَكَلَّم بِهِ الْمَلَائِكَة فِي الْعَنَان كَمَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ فيطردون بالنجوم فيضيفون إِلَى الْكَلِمَة الْوَاحِدَة أَكثر من مائَة كذبة كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم
وَذكر ان أول الْعَرَب فزع للرمي بالنجوم حِين رمى بهَا للقذف ثَقِيف وَأَنَّهُمْ جَاءُوا إِلَى رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ عَمْرو بن امية أحد بني علاج وَكَانَ أدهى الْعَرَب وأكثرها رَأيا فَقَالُوا لَهُ يَا عَمْرو ألم تَرَ مَا حدث فِي السَّمَاء من الْقَذْف بِهَذِهِ النُّجُوم قَالَ بلَى فانظروا فَإِن كَانَت معالم النُّجُوم الَّتِي يهتدى بهَا فِي الْبر وَالْبَحْر وتعرف بهَا الأنواء من الصَّيف والشتاء لما تصلح النَّاس فِي مَعَايشهمْ هِيَ الَّتِي يرْمى بهَا فَهُوَ وَالله طي الدُّنْيَا وهلاك هَذَا الْخلق الَّذِي فِيهَا وان كَانَت نجوما غَيرهَا وَهِي ثَابِتَة فَهَذَا الْأَمر أَرَادَ الله تَعَالَى

اسم الکتاب : آكام المرجان في أحكام الجان المؤلف : الشِّبْلي    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست