بذكرها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع. . والوجه) ، فقد أثبت الله لذاته المقدسة صفة الوجه في أربع عشرة آية من آي الذكر الحكيم، واستدل المؤلف بآية واحدة من تلك الآيات، وهي قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وقوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}
وأثبت له الرسول صلى الله عليه وسلم صفة الوجه في أحاديث معروفة مشهورة منها حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا وفيه: «إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور» ، وفي رواية: «لو كشفه لأحرقت سَبَحَات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» [1] .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بوجه الله، فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد باب (كل شيء هالك إلا وجهه) عن جابر رضي الله عنه قال: «لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [1] مسلم (1 / 261: 162) ح179 في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: " إن الله لا ينام " من حديث أبي عبيدة عن أبي موسى مرفوعا.