* وهناك طائفة أخرى- وهم النواصب- الذين بالغوا في حب عثمان ومعاوية ويزيد وقالوا إنهم كانوا أئمة حق وهم أفضل من علي كما أنهم ناصبوا العداء والبغض لأهل البيت عامة ولعلي رضي الله عنه خاصة وقالوا إن عليا لم يكن إماماً لأنه لم يجتمع عليه الأمة، وإن معاوية كان إماماً بعد عثمان وبعد معاوية ابنه يزيد، لأن المسلمين اجتمعوا على إمامتهما في وقتهما[1].
* قال ابن قتيبة وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب علي، وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، وعلم الغيب للأئمة من ولده، تلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرأهم منه قابلوا ذلك أيضاً بالغلو في تأخير علي كرم الله وجهه وبخسه حقه ولحنوا في القول وإن لم يصرحوا إلى ظلمه واعتدوا عليه بسفك الدماء بغير حق، ونسبوه إلى الممالأة على قتل عثمان رضي الله عنه وأخرجوه بجهلهم عن أئمة الهدى إلى جملة أئمة الفتن، ولم يوجبوا اسم الخلافة لاختلاف الناس عليه وأوجبوها ليزيد بن معاوية لإجماع الناس عليه واتهموا من ذكره بغير خير[2].
* أما الرافضة فإنها غالت في حب علي رضي الله عنه وأهل البيت كما أنها غالت في بغض الخلفاء الثلاثة -أبي بكر وعمر وعثمان فسبوهم ولعنوهم ثم كفروهم.
* كما أنهم لعنوا وكفروا أم المؤمنين عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وجماعة من الصحابة جميعاً سوى عدد قليل وقالوا إنهم- الصحابة- تركوا بيعة علي وبايعوا أبا بكر ثم عمر لأنهم يرون أن علياً كان [1] مقالات الإسلاميين 1/ 156، ومجموع الفتاوى 3/ 411، وبه قال الأصم من المعتزلة وبعض أهل الشام. أصول الدين: ص 287. [2] الاختلاف في اللفظ: ص 244.