عودة إلى أنواع البدع والتحذير منها: قال: «ومن البدع المنهي عنها: قراءة الفواتح للمشائخ بعد الصلوات الخمس، والإطراء في مدحهم والتوسل بهم على الوجه المعتاد في كثير من البلاد، وبعد مجامع العبادات، معتقدين أن ذلك من أكمل القرب، وهو ربما جر إلى الشرك من حيث لا يشعر الإنسان، فإن الإنسان يحصل منه الشرك من دون شعور به لخفائه، ولولا ذلك لما استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - منه بقوله: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، إنك أنت علام الغيوب» [1] .
وينبغي المحافظة على هذه الكلمات، والتحرز عن الشرك ما أمكن؛ فإن عمر بن الخطاب قال: إنما ينقض عرى الإسلام عروة عروة، إذا دخل في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، أو كما قال. وذلك لأنه يفعل الشرك، ويعتقد أنه قربة، نعوذ بالله من الخذلان، وزوال الإيمان» [2] .
ثم قال الشيخ عبد الله بعد هذا البيان:
«هذا ما حضرني حال المراجعة مع المذكور [3] مدة تردده، وهو يطالبني كل حين بنقل ذلك وتحريره، فلما ألح علي نقلت له هذا من دون مراجعة كتاب، وأنا في غاية الاشتغال بما هو أهم من أمور الغزو» [4] .
دعوة الناس إلى التحقق من حال الدعوة ومنهجها: ثم إنهم قد أنصفوا من أنفسهم وأقاموا الحجة بالدعوة إلى التثبت مما يشاع عنهم والاطلاع على حقيقة حالهم. [1] رواه ابن حبان في المجروحين (3) ، وأعلّه "بيحيى بن كثير"، ورواه أبو يعلى (58) بسند فيه ليث بن أبي سليم، وقد ضعّف. راجع مجمع الزوائد (10) .
وله شاهد عند أحمد (4) ، والطبراني في الأوسط (4940) .
وله شاهد أيضًا عن عائشة وابن عباس كما في حلية الأولياء (3) (8) . [2] الدرر السنية (1، 241) . [3] يقصد حسين بن محمد الحضرمي الحياني. [4] السابق (1) .