responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 408
لم تجب أي تقطع. والوجناء الناقة العظيمة الوجنات، وقيل: هي العظيمة الخلق، وقيل: الصلبة. والحرف القوية، وهي مشبهة بحرف الجبل، وهي الضامرة وقيل: التي انحرفت من الهزال إلى السمن، وقيل: السريعة الحادة، مشبهة بحرف السيف. والجرداء من صفة الخيل، وهي القصيرة الشعر، وقيل: هي السابقة. والقيدود: هي الطويلة. ووجناء فاعل لم تجب بي وما في موضع نصب والهاء في بها ضمير الوجناء قبل الذكر.
يقول: لولا ما أطلبه من العلا لم تقطع بي فلوات ناقة وجناء ولا فرس جرداء.
ولو ساعده الوزن لقال: لولا العلا لم تجب بي الوجناء ما أجوب بها من الفلاة.
وكان أطيب من سيفي مضاجعةً ... أشباه رونقه الغيد الأماليد
الغيد: جمع أغيد وغيداء وهي الحسنة الجيد الناعمة. والأماليد: جمع الأملود، وهي اللينة الأعطاف الرخص الناعمة. والهاء في رونقه للسيف ومضاجعة نصب على التمييز.
يقول: لولا طلب العلا لكان أطيب من مضاجعتي سيفي مضاجعة النساء الحسان الغيد النواعم، اللواتي يشبهن رونق السيف في الصفاء والطلاوة.
ورونق السيف: ماؤه وجوهره.
لم يترك الدّهر من قلبي ولا كبدي ... شيئاً يتيّمه عينٌ ولا جيد
يتيمه: يتعبده بالحب.
يقول: إن الدهر قد ملأ قلبي من المحن والشدائد، ولم يترك بي موضعاً يشغله العشق، إلى حسن عنق أو عين.
يا ساقييّ أخمرٌ في كئوسكما ... أم في كئوسكما همٌّ وتسهيد؟
يقول: يا ساقيي إن ما في كئوسكما خمر، أو حزن، منع من النوم، فكلما شربت ازددت حزناً وسهراً بخلاف عادة سائر الخمور.
أصخرةٌ أنا؟ ما لي لا تغيّرني ... هذي المدام ولا هذي الأغاريد!
يقول: كأني صخرة لا يؤثر في الشراب والغناء! ولا يحدثان في السرور.
والأغاريد: الأغاني، وأصلها تغريد الطائر، إذا رجع صوته.
إذا أردت كميت اللون صافيةً ... وجدتها، وحبيب النّفس مفقود
يقول: إذا أردت الشراب واللهو، وجدت الخمر، ولكن الحبيب مفقود! وقيل: أراد بالحبيب: الشرف، أي إذا تشاغلت بالخمر فقدت العز والعلا.
ماذا لقيت منن الدّنيا؟ وأعجبها ... أنّي بما أنا باكٍ منه محسود!
يقول: ما أعجب ما ألقاه من هذه الدنيا! وأعجب ما لقيت: أني أحسد على ما أبكي منه! يريد كونه عند الأسود وقربه منه.
أمسيت أروح مثرٍ خازناً ويداً ... أنا الغنيّ وأموالي المواعيد
يقول: أمسيت ويدي في راحة، وكذلك أمسى خازني في راحة، لأنه لا شيء في يدي أحتاج إلى حفظه، ولا في يد خازني. وأنا الغني من المواعيد الكاذبة.
وأراد بالغني: غني النفس، وأراد: إني بغير مال كافور.
وخازنا ويداً نصبا على التمييز.
إنّي نزلت بكذّابين ضيفهم ... عن القرى وعن التّرحال محدود
يقول: إني نزلت على قوم كذابين، ضيفهم ممنوع من القرى الذي يعد للضيوف، وكذلك ممنوع عن الرحيل، فلا يضيفونه ولا يخلون سبيله.
جود الرّجال من الأيدي وجودهم ... من اللّسان فلا كانوا ولا الجود
يقول: عطاء الناس من الأيدي، وهو المال، وعطاؤهم من الألسنة، وهو الوعد، ثم دعا عليهم فقال: لا كانوا ولا كان جودهم.
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم ... إلاّ وفي يده من نتنها عود
يقول: إن الموت لا يباشر أنفسهم بيده عند قبضها، استقذارا لها، بل ينزعها من الجسد بعودٍ في يده توقياً من نتنها.
من كلّ رخو وكاء البطن منفتقٍ ... لا في الرّجال ولا النّسوان معدود
يصف هذه النفوس، وأن كل واحدة منها بهذه الصفة. وقوله: رخو وكاء البطن منفتق أي إنه رخو الشرج لا يحبس ما يخرج منه، وهكذا يكون الخصى. وإنما عنى به كافوراً وحده، وأخبر عنه بلفظ الجمع.
أكلّما اغتال عبد السّوء سيّده ... أو خانه فله في مصر تمهيد
يقول: كافور اغتال سيده أي قتله غيلة وجلس مكانه، وهكذا كل عبد في مصر إذا خان مولاه أو قتله ارتفع شأنه عند الأسود.
صار الخصىّ إمام الآبقين بها ... فالحرّ مستعبدٌ والعبد معبود
الهاء في بها لمصر.
يقول: لما ملك كافور مصر هرب كل عبد من مولاه وانضم إليه، فالحر ذليل كأنه عبد، والعبد مخدوم بها معظم.
نامت نواطير مصرٍ عن ثعالبها ... فقد بشمن وما تفنى العناقيد

اسم الکتاب : معجز أحمد المؤلف : المعري، أبو العلاء    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست