اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 38
غراء فرعاء ما تنفك قالية ... تقص لمتها طوراً وتقليها
شيباء شعثاء لا تكسي غدائرها ... لون الشبيبة إلا حين تبليها
فتاة ظلماء ما يتفك ثاكلها ... سنانها طول طعن أو يشظيها
مفتوحة العين تفني ليلها سهرا ... نعم وإفناؤها إياه يفنيها
وربما نال من أطرافها مرض ... لم يشف منه بغير القطع شافيها
وقال القاضي الفاضل:
ولما أراد الليل ينظر وجهه ... تقدم إن يذكي له الشمع أعيناً
وما هي إلا أعين وجفونها ... دجاها وإنسان السعود نهارنا
رياض دجى فتحن عند وقودها ... أزاهر نار تركب الشمع أغصناً
عجبت لروض منه بالنار يزدهي ... وإلا لزهر منه بالعين يجتني
فتكن الدجى والنور فيض دمائها ... غذ النار نصل والشموع لها قنا
وقال فيها:
بكت مثل ما أبكي وفاضت دموعها ... ولم تفش أسراراً كفيض دموعي
إشارة مظلوم وعبرة عاشق ... ووقفة مأمور ولون مروع
أقامت إلى نحر الظلام أسنة ... فلم تلقها إلا بخلع دروع
وقال أيضاً:
والشمع فوق البحر تحسب انه ... من لجة قد أطلع المرجان
والماء درع والشموع أسنة ... ولها إذا خفق النسيم طعان
وقال محمد بن علي الوزير حاجب النعمان:
وطفلة كالرمح شاهدتها ... سنانها من ذهب قد طبع
دموعها تنهل في نحرها ... ورأسها يحيي إذا ما قطع
وقال آخر وأجاد:
إذا مرضت طال منها اللسا ... ن ومد المداوي إليها يدا
ويقطع من رأسها الجلنا ... ر فيرجع أهليلجاً أسودا
وقال ابن خفاجة (ومولده سنة خمسين وأربعمائة، ووفاته سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة) :
وصعدة لبست سروال مشتهر ... بالحب منغمس في الدمع والحرق
مازال يطعن صدر الليل يهدمها ... حتى بدا سائلاً منه دم الشفق
وقال آخر وأغرب:
وباكية من غير حزن بأدمع ... تذوب بها أحشاؤها حين تنهمل
دموعاً إذا ردت إليها بكت بها ... ولم أر دمعاً غيره في المقل
وقال سيف الدين المشد:
ولم أر مثل شمعتنا عروساً ... تجلت في الدجى ما بين جمع
كأن عقود أدمعها عليها ... سلاسل فضة أو قضب طلع
وقال محاسن الشوا (مولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ووفاته سنة خمس وثلاثين وستمائة) :
حكتني وقد أودى بي السقم شمعة ... وإن كنت صبا دونها متوجعا
ضناً وسهاداً واصفراراً وزفرة ... وصبراً وصمتاً واحتراقاً وأدمعا
وقال نور الدين بن سعيد:
ومجلس أنس زينته عرائس ... تزيد لنا وصلاً إذا ما قطعناها
إذا طعنت صدر الظلام برمحها ... ترد بسيف الصبح منها فأفناها
الشيخ زين الدين بن الوردي:
ممشوقة مثل صدر الرمح عارية ... قد توجت بنظير الكوكب الساري
تبكي إذا ضحكت جلاسها فرحاً ... فالقوم في جنة والشمع في نار
وقال ابن الجلال وأجاد إلى الغاية (توفي سنة ست وخمسين وخمسمائة) :
وصحيحة بيضاء تطلع في الدجى ... صبحاً وتشفي الناظرين بدائها
شابت ذوائبها أوان شبابها ... وأسود مفرقها أوان فنائها
كالعين في طبقانها ودموعها ... وسوادها وبياضها وضيائها
مجير الدين بن تميم وقد طفئت شمعة بمجلس فزارهم مليح عقيب طفيها:
ومخطفة أوقدتها جنح ليلة ... وقد زار من أهوى وتم بها أنسى
فأطفأتها إذا أشرقت شمس وجهه ... ومن سفه أن يوقد الشمع في الشمس
وقال ابراهيم المعمار:
لا تنور في مقامي ... شمعة من غير حاجة
قد كفانا طلعة البد ... ر ومصباح الزجاجة
ولما أنشدتها للأمير شهاب الدين الحاجي قال لي لم لا قلت:
أطفئوا ذا الشمع عنا ... ما لنا بالشمع حاجة
فقال ابراهيم أردت مقامي وهذا في غاية الظرافة.
علاء الدين الوداعي وقد أهدى شمعة:
يا من ببعادهم أسا الدهر إلى ... والآن فقد أنعم بالقرب علي
قد أظلمت الأشواق طرفي فلذا ... قدمت إليكم شمعة بين يدي
البدر يوسف بن لؤلؤ الذهبي في مليح يقط الشمع:
وذي قوام أهيف ... بين الندا ما قد نشط
قام يقط شمعة ... فهل رأيت الظبي قط
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 38