اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 32
وقال الشيخ صفي الدين الحلي:
وبشرت بوفاة الليل ساجعة ... كأنها في غدير الصبح قد سبحت
مخضوبة الكف لاتنفك نائحة ... كأن أفراخها في كفها ذبحت
وقال محيي الدين بن عبد الظاهر:
نسب الناس لحمامة حزناً ... وأراها في الحزن ليست كذلك
خضبت كفها وطوقت الجي? ... ?د وغنت وما الحزين كذلك
وقال جمال الدين محمد بن نباتة:
ما لي نديم سوى ورقاء ساجعة ... من بعد مغتبقي فيكم ومصطحبي
إذا أدار إدكار الوصل لي قدحاً ... من احمر الدمع غناني على قدحي
وله:
ناجتك من مغنى دمشق حمائم ... في دف أشجار تشوق لطفها
فإذا أشار لها النديم بلطفه ... غنت عليه بجتكها وبدفها
وقال علاء الدين الوداعي:
وفي أسانيد الأراك حافظ ... للعهد يروي صبره عن علقمه
وكلما ناحت به حمامة ... روى حديث دمعه عن عكرمه
وقال بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي:
وتنبهت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فنبهت أشواقي
ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن ... يعقوب والألحان عن اسحاق
قامت تطارحني الغرام جهالة ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي
أنا تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وأسى وفيض مآقي
وأنا الذي أملى الهوى عن خاطري ... وهي التي تملي من الأوراق
وقال ناصح الدين الأرجاني (ولد سنة ستين وأربعمائة، وتوفي سنة أربعين وخمسمائة) :
من كل أخطب مسكي الإهاب له ... في منبر الإيك تسجاع وتهدار
خطيب خطب وقد أفنى السواد به ... فمن بقيته في الجيد أزوار
قلت: وأنشدني من لفظه لنفسه الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله تعالى:
مذغنت الورق على عيدانها ... كم خلع الجو عليها من ملح
تدرعت سحبا وخاضت شفقا ... وطوقت أعناقها قوس قزح
وقال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:
ذات طوق وذات ريق تغني ... فتثني بالوجد من ليس يدري
زيفت ثم كاشفتنا فقلنا ... لك زيق وزيق بالقفر
مانراها قد حدثت خاطر النه? ... ?ر بما قد جرى وما منه يجري
وأنشدني من لفظه لنفسه سيدي وأخي تقي الدين أبي بكر بن حجة:
ناحت مطوقة الرياض وقد رأت ... دمعي تلون بعد فرقة حبه
لكن بتلوين الدموع تباخلت ... فغدت مطوقة بما بخلت به
وقال الشيخ بدر الدين بن الصاحب:
ناحت حمام البان أن تاهت أسى ... لم أدر ما غناؤها من شوقها
عجماء لا تظهر حرفاً من شجى ... لأنها مخنوقة بطوقها
وقال أيضاً:
وذات طوق على الأغصان تذكرني ... قوام حسنك في ضمى لمعتنقك
قد سودت مهجتي نوحاً فقلت له ... سواد قلبي يا ورقاء في عنقك
وقال الأمير مجير الدين بن تميم:
لم أنس قول الورق وهي حبيسة ... والعيش منها قد أقام منغصاً
قد كنت ألبس أخضرا من أغصن ... فلبست منها بعد ذاك مقفصا
وقال الأمير سيف الدين المشد في قفص:
أنا للطائر سجن ... أقتنى كل مليح
قضب البان ضلوعي ... وحمام الأيك روحي
وله على لسان الطائر:
يا غصون البان ماذا ... بلغ الأحباب عني
ما شجاهم طول نوحي ... ما كفاهم فرط حزني
حبسوني عن مطاري ... لا لمعنى ولفن
غير أني كنت مهماً ... يشرب الراح أغنى
ولمؤلفه لطف الله به من قصيدة:
حمام الأيك أسعدني ... فإني حلف تبريح
وحزني حزن يعقوب ... فأبكى الصب أو نوحي
وأما الديك فمت ورد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع دور حوله وكان يبيته معه، وزعم أهل التجربة أن الرجل إذا ذبح الديك الأبيض الأفرق لم يزل ينكب في أهله وماله.
قيل: والفرخ يخلق من البياض والصفرة غذاؤه، وقيل ليس في الدنيا أبخل من أهل مرو حتى إن الديك ينزع الحبة من أفواه الدجاج مع أن العادة خلاف ذلك وكأن ماء مرو يقضي ذلك فيسري في جميع حيوانها.
كان مروان ابن أبي حفصة من أبخل الناس مع يساره وما أصابه من الخلفاء لاسيما من بني العباس فإنه كان رسمه أن يعطوه لكل بيت يمدحهم به ألف درهم.
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 32