responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 286
تأمل ففضلى سار في البر والبحر ... ولى خبر في مصر يغنى عن الخير
يقابلني المقياس يوم وفائه ... بوجه فتاة لاح من خلل الستر
فشباكه يرنو إلى بأعين ... جلبن الهوا من حيث أدري وما أدري
أهيم بها في مصر حتى كأنها ... عيون المها بين الرصافة والجسر
فلا عذرى عندي للنسيم إذا سرى ... وكم من الهوى العذري للصب من عذر
تداوى بشرب الماء عندى جماعة ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
مماتى من عين الحيوة لأنه ... من الروض يأتيني على قدم الخضر
وبسطى روضى والقناديل زهرها ... وثغر حباب الماء يبسم عن در
فلا يعجبا من زائري إن توقدت ... عليه مصابيح الطلاقة البشر
تشاهد منى العين في مصر روضة ... ترى زهرها في الماء كالأنجم الزهر
وكم وردة أبدى دهاني حسنها ... يبيت قلب الحسود على الجمر
وله فيها:
دار يصان الجار في أرجائها ... ويذل فيها صين الأموال
نسيت بها الأهرام لما إن غدت ... بضيائها هولاً من الأهوال
الشيخ شمس الدين بن القريه السكندري فيمن له غلام اسمه ريحان:
ان الأمير حباه رب ال ... عرش أحسانا ومنه
هو الغلام وداره ... روح وريحان وجنه
حكى عن سنمار أنه كان رجلاً حاذقاً بالبنيان فأمره النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بم امرئ القيس اللخمي أن يبني له حصنا بظاهر الجزيرة وهو الذي يقال له الخواريق فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه وإتقان عمله فقال له لو وفيتموني أخرى لبنيته بناء يدور مع الشمس كيفما دارت، فقال النعمان أقدرت على أحسن منه ولم تفعل فأمر بقذفه من أعلاه وقيل إنما قتله لأنه لما فرغ من بناءه خلا به وقال له إن هذا البنيان كله مردود إلى هذا الحجر فاحتفظ به فإنه إن نزع سقط البناء كله فقتله لئلا يطلع على ذلك غيره، فضربت به العرب المثل وأكثرت فيه فقالوا: جزاه الله جزاء سنمار.
وقال الشاعر أنشده ابن مالك:
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمار
وقال عبد العزيز بن امرئ القيس:
جزاني جزاه الله شر جزائه ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
قال ابن الشجري يقال رجل سنمار إذا كان حسن الوجه أبيضه، ويقال للقمر سنمار ولما أراد المنصور أن بيني بغداد في سنة أربعين ومائة سأل راهباً كان في صومعة في مكان بغداد عندما أراد أن يختطها أريد أن أبني هنا مدينة فقال له الراهب إنما بينيها ملك يقال له الدواني فضحك وقال له المنصور أنا هو وشرع في بنائها سنة أربعين ومائة ونزلها سنة ست وأربعين، وفي سنة ست وأربعين تم بناؤها وهي بغداد القديمة التي بالجانب الغربي على دجلة وهي بين الفرات ودجلة كما جاء في الحديث لا بغداد الثانية وهي الجديدة التي في الجانب الشرقي وفيها دور الخلفاء وبغداد عبارة عن سبع محال لا تفتقر منها محلة إلى غيرها على شاطئ دجلة فالذي في الجانب الشرقي الرصافة، بناها المهدي بن المنصور حين ضاقت بالرعية والجند سنة قلت: إحدى وخمسين وهي مدينة مسورة، والثانية مشهد أبي حنيفة مسورة، والثالثة جامع السلطان غير مسورة، والرابعة مدينة المنصور في الجانب الغربي وتسمى باب البصرة وكان بها ثلاثون ألف مسجد وخمسة آلاف حمام، والخامسة مشهد موسى بن جعفر مسورة، والسادسة الكرخ مسورة، والسابعة دار القمر مسورة، قلت: مكتوب على ظاهر المدرسة التي أنشأها الشيخ الإمام العالم أوحد القراء أبو عبد الله شمس الدين محمد بن الجزري تغمده الله برحمته بعقبة الكتاب عمرها الله ببركته وأظن أنها من نظمه:
يا دار علم للمآثر تقصد ... وبصدرها تروى العلوم وتسند
خلعت عليك الكائنات بجمالها ... فلذاك سعدك دائماً يتجدد
أضحيت للراجين قبلة قاصد ... لكمالها تعنو الوجوه وتسجد
نظرتك شمس العلوم منيرة ... منها لطلاب الفضائل منجد
يا باذلاً لمال غير مذمم ... حاشاك من ذم وأنت محمد
كم قلد الناس اجتهادك منة ... فحمدت مجتهداً وأنت مقلد
طربت بذا المعنى العقول فيا له ... من دار قرآن وفيه معبد
بالأمس كان على الطريق قمامة ... واليوم فهو على الحقيقة مسجد

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست