اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 28
يكاد أن لا يراني غير ذي نظر ... من اللطافة إلا طيب أنفاسي
صفة غالية لذيذة يؤخذ مسك جيد جزء وعنبر ربع جزء ومسك جزآن وسنبل الطيب جزء يسحق الجميع ناعماً ويعجن بدهن بان ويرفع ويستعمل.
صفة ند له في تفريح القلب أمر عجيب وفعل بالغ غريب. يؤخذ عنبر جيد فيوضع في إناء مسطح من نحاس على نار ويصب عليه شيء يسير من ماء ورد ويترك إلى أن يلين ويدعك ويعلق به وزنه مسك جيد ومثل نصف وزنه عود مسحوقاً ويدعك دعكاً جيداً ويبسط على رخامة ويقطع قطعاً ويبخر به فإنه عجيب في تقوية القلب والقوة وإحداث التفريح صفة ذريرة منسوبة إلى جعفر البرمكي وكان كثير التبخير بها في أكثر ساعات نهاره وليله: يؤخذ سليخة وقرنفل وفاغرة من كل واحد جزء وسنبل الطيبب وقسط مر وصندل مقاصيري وعود وكبابة وفاقلة من كل واحد نصف جزء وزعفران ربع جزء يدق الجميع ناعماً ويوضع في إناء من صيني ويسقى بماء الورد وماء القرنفل والنمام وماء الآس كل يوم مدة ثلاثة أيام، ثم يترك إلى أن يجف ويسحق ناعماً ويضاف إليه كافور ومسك ويتبخر به.
نقلت هذه الصفحة من كتاب (مفرج النفس) تأليف الحكيم الفاضل بدر الدين مظفر بن قاضي بعلبك الذي ألفه للأمير الفاضل سيف الدين عمر بن قول المشد تغمده الله بالرحمة.
القول في المروحة: وهي ثلاثة أنواع: مروحة الخيش، ومروحة الأديم، ومروحة الخوص، ومن أحسن ما سمع فيها قوله عرقلة:
ومحبوبة في القيض لم تخل من يد ... وفي القر يسلوها أكف الحبائب
إذا ما الهوى المقصور هيج عاشقاً ... أتت بالهوى الممدود من كل جانب
وقال ابن معقل:
ومروحة أهدت إلى النفس روحها ... لدى القيض مثبوتاً بإهداء ريحها
روينا عن الريح الشمال حديثها ... على ضعفه مستخرجاً من صحيحها
وقال نور الدين على ابن صاحب تكريت ولله دره:
يا سائلي عن نسيم طىّ مروحة ... أهدت سروراً بترجيع وترويح
أما ترى الخوص أهدى من مراوحه ... ما أودعته قديم نسيمة الريح
قلت: وعلى ذكر الخوص فما أحسن ما قاله الشيخ برهان الدين القيراطي في وصف النوق:
صاح هذي قباب طيبة لاحت ... وفؤادي على اللقاء حريص
وتبدت نخيلها للمطايا ... فعيون المطي للنخل خوص
قال أبو الفوارس سوار بن إسرائيل الدمشقي (مولد ابن إسرائيل سنة ثلاث وستمائة ووفاته سنة سبع وسبعين وستمائة) : كنت عند صلاح الدين يوسف بن أيوب فحضر إليه رسول صاحب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ومعه قود وهدايا فلما جلس أخرج من كمه مروحة بيضاء عليها سطران من نساجة السعف الأحمر وقال الشريف لخدم السلطان خذ هذه المروحة فما رأيت أنت ولا أبوك ولا جدك مثلها فاستشاط السلطان صلاح الدين غضباً فقال الرسول: لا تعجل بالغضب قبل تأملها وكان صلاح الدين ملكاً حليماً فإذا فيها مكتوب:
أنا من نخلة تجاور قبرا ... ساد من فيه سائر الناس طرا
شملتني سعادة القبر حتى ... صرت في راحة ابن أيوب أقرا
وإذا هي من خوص النخل الذي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبلها صلاح الدين ووضعها على وجهه.
وقال بعضهم فيها:
إنني أجلب الريا ... ح وبي يذهب الخجل
وحجاب إذا الحبي? ... ?ب ثنى الرأس للقبل
وأما مروحة الأديم فإنها على نوعين أحدهما مستديرة إلا موضع النصاب لا غير، والأخرى مستديرة، ثم يقطع ربع دائرتها التي تلي الوجه.
وفيها يقول ابن خروف:
ومروحة إذا تأملتها ... ترى فلكاً دائراً باليد
وتطوي وتنشر من حسنها ... فتشبه قنزعة الهدهد
وأما مروحة الخيش فقد ذكرها الحريري في المقامات حيث قال: اسمعوا وقيتم الطيش ومليتم العيش وأنشد ملغزا في مروحة الخيش:
وجارية في سيرها مشمعلة ... ولكن على أثر القفول قفولها
لها سائق من جنسها يستحثها ... على أنه في الاحتثاث سليها
ترى في أوان القيض تنطق بالندا ... ويبدو إذا ولي المصيف قحولها
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 28