اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 269
من الكلام الفاضلي أنى رغبت إلى مولانا لازالت المرغبات إليه مرفوعة وثمراتها كثمرات الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة في الإحسان بشاهين يجعل وكيل مطبخي لكثرة ما يجلب إليه من الخير واستنيبه عن صاحب صالح فهو قدر الطير لا يعتصم منه بغير فجها ولا تلوذ الحمامة بعوسجها قدر قمت يد القدرة على جؤجؤه ديباج أسطره وعرفت أقلامها نون منسره فكأنما عقد ليحسب ما صاد لمرسله ويوفيه حساب عمله وكأنه منجل أرسل على الطير بحصاد أجله تأتى بالرزق رغدا وتتخذ عند كل فم يدا أن عاش فأجنحته للطيور كالقيود وإن نوى ورث السهام ريشه فهو ولي عهده في الصيود وما أجدر الطير بأن تقول لا تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدما ومن لا يقنع برزقه في الأرض حتى يطالب به في السما، طردية الشيخ جمال الدين بن نباتة التي سماها فرائد السلوك في مصائد الملوك، وزهر يضحك في الأكمام إن كانت الأرض لها ذخائر فهي لعمري هذه الأزاهر قد بسطتها راحة الغمائم بسط الدنانير على الدراهم احسن بوجه الزمن الوسيم تعرف فيه نضرة النعيم وحبذا وأدى حماة الرحب حيث زهى العيش به والعشب أرض السنا وألبها والمرح والأمن واليمن ورايات الفرح ذات النواعير سقات الترب وأمهات عصفه والأب تعلمت نوح الحمام الهتف أيام كانت ذات فرع أهيف فكلها من الحنين قلب وكيف ولا والماء فيها صب الله ذاك السفح والوادي الغرد والماء معسول الرضاب مطرد يصبو بها الرائي فكيف السامع ويحمد العاصي فكيف الطائع إذا نظرت للربى والنهر فار وعن الربيع أو عن جعفر محاسن تلهى العيون والفكر ربيع روضات وشحرور صفر أمام كل منزل بستان وبين كل قرية ميدان أما رأيت الورق في الأوراق جاذبة القلوب بالأطواق فبادر اللذة يا فلان وأغنم متى أمكنك الزمان ولا تعل مشتى ولا مصيف فكل أوقات الهنا شريف كل زمان ينقضى بالجدل زمان عيش كيف ما دار اعتدل أحسن ما أذكر من أوقاته وخير ما أنعت من لذاته مرورنا بالصيد فيه والقنص وحوزنا من مزه أحلى الفرص وأخذنا الوحش من المسارب وفعلنا في الطير فوق الواجب لما دنا زمان رمى البندق سرنا على وجه السرور المشرق في عصبة عادلة في الحكم وغلمة مثل بدور التم من كل مبعوث إلى الأطيار تظلمه غمامة الغبار وكل معسول الرضاب أغيد منعطف عطف القضيب الأملد قد حمد القوم به عقبي السفر عند اقتران القوس منه بالقمر لولا حذار القوس من يديه لغنت الورق على كفيه في كفه محينة الأوصال قاطعة الأعمار كالهلال زهراء خضراء الأهاب معجبة مما نوت بين الرياض المعشبة فاغرة الأفواه للأطيار طالبة لهن بالأوتار كأنها حول المياه نون أو حاجب بما تشاء مقرون لها بنات بالمنى مغدوقة من طينة واحدة مخلوقه سامعة لما تشير الأم مع أنها مثل الحجار صم كأنها والطير منها هارب خلف الشياطين شهاب ثاقب وأهالها شهب كرات تخطف شاهدة بالعزم وهى تقذف حنى نزلنا بمكان مؤنق إخوان صدق أحدقوا بالملق فيا له في الحسن من محلى مراد جد ومراد هزل للطير في أملاقه مواقع كأنها لمائه فواقع فلم تزل في منزل كريم تروى حديث الرمى عن قديم حتى طوى الأفق رداء الورس وألتقم المغرب قرص الشمس وابتدر القوم عن المراصد من صاهر لبل التمام شاهد كالليث يسطو كفه بأرقم والبدو يرمى في الدجى بألحم بينا الطيور في مداها سائرة إذا هم من عينه بالساهرة وأقبلت مواكب الطيور على طروس الجو كالسطور فحبذا السطور في المهارق مسقوطة الأحرف بالبنادق من كل حق أن يسمى ضياؤه للشرقي بدر التم تخاله من تحت عنق قد سجاطرة صبح تحت أذيال الدجى وكل تم حس! ن الوسامة تخاله في أفقه غمامه كي يتبعه أوزه دكنا من دونها لغلغة غرا يقدمها أنيسة ملونة تابعة من كل وصف أحسنه وربما مر عليها حبرج كأنه على نضار يدرج وانقض من بعض الجبال نسر له بأبراج النجوم وكر مضبر الخلق شديد الأيد يبنى على الكسر حروف الصيد يحث مسراه عقاب كاسبه خافضه لحظ الطيور ناصبة إذا مضت جملتها المعترضة تواصلت خيوطها المفترضة بكل كركي عجيب السير كأنه طيف خيال الطير يحسن غرنوقاً لهى المجتلا مقدما على الغرانيق العلا وأبيض الغيم يسمى مرزما كم بات مثل نوئه منسجما يحفه شبيطر قوى معجزه في الطيرة وسوى كم حاش ثعبانا وحم حواه كأنه في يده عصاة هذا وكم من طائر ممتاز ينعث في الواجب بالعناز أسود إلا لمعة في الصدر كأنه نور الهدى في الكفر فلم تزل
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 269