responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 251
وتحسبني من فوقها الناس راجلاً ... ولكنني فيما ترى العين فارس
البازهير في بغلة شهاب الدين القوصي:
لك يا صديقي بغلة ... ليست تساوي خردلة
تمشي فتحسبها العيون ... على الطريق مشكلة
وتخال مدبرة إذا ... ما أقبلت مستعجلة
مقدار خطوتها الطوي ... لة حين تسرع أنمله
تهتز وهي مكانها ... فكأنما هي زلزله
أشبهتها بل أشبهت ... ك كأن بينكما صلة
تحكى خصالك في الثقا ... لة والمهانة والبلة
القيراطي:
لي بغلة قد أتعبت راحتي ... والرجل من فخذي إلى كعبي
طباعها خارجة كلها ... وقط لا تمشي على الضرب
الجزار يرثي حمارة:
ما كل حين تنجح الأسفار ... نفق الحمار وبارت الأشعار
خرجي على كتفي وها أنا دائر ... بين البيوت كأنني عطار
ماذا على جرى لأجل فراقه ... وجرت دموع العين وهي غزار
لم أنس حدة نفسه وكأنه ... من أن تسابقه الرياح يغار
وتخاله في القفر جنا إنما ... ما كل جن مثله طيار
وإذا أتى للحوض لم يخلع له ... في الماء من قبل الورود عذار
وتراه يحرس رجله من زلة ... برشاشها يتنجس الحظار
ويلين في وقت المضيق فيلتوي ... فكأنما بيديك منه سوار
ويسير في وقت الزحام برأسه ... حتى يحيد أماك الحضار
لم أدر عيبا فيه إلا فيه ... مع ذا الذكاء يقال عنه حمار
ولقد تحامته الكلاب وأحجمت ... عنه وفيه كلما تختار
راعت لصاحبه عهوداً قد مضت ... لما علمن بأنه جزار
ومن إنشاء المقر الفتحي بن الشهيد تغمده الله برحمته من رسالة كتبها عن حضور أكديش أدهم وينهي وصول المنعم به على المملوك فأضافه إلى ما في يده من الصدقات العميمة يقدر قدرها ويضاعف بالخدمة والنصيحة شكرها وفرح المملوك أنه ما خص بالفرس إلا وقد ثبت عند سيده أنه غلام وما أجراها له من ديوان الخاص إلا لتمييز قدره على العوام ووصل هذا الجواد أدهم من الخيل كأنما ألبسه الليل حلة سابغة الكم والذيل وفهم المملوك من بعثه حالك السواد أن الأمر العالي اقتضى أن المملوك يكتم هذا الإحسان في سواد الفؤاد ويستره عن الحساد كما ستر الليل عن الرقبا اجتماع أهل الوداد فتسلمه المملوك كما تسلمت الجفون طيف الحبيب وأسر السرور به لما علم أنه من صدقة السر التي أخفتها اليد الكريمة ولا يعزب عن الله مثقال ذرة فيها ولا يغيب واتخذ المملوك ظهر هذا الجواد حرزاً لأنه من الهياكل وتصيد بعنانه غزلان الأعنة فكانت لصيد العز حبائل وجعله ذخيرة وعزا لأنه أدهم لا يندم صاحبه إن نابت النوائب أو غالت الغوائل، ومنها وصل الظهر قد أعوز والسفر قد أحفز وجلت دهمته الغمة وجاءت باليد البيضاء فكذبت القائلين لا خير في الظلمة فرأيت منه العطايا في سواد المطالب وركبت من سرجه المحلى بالذهب فما جزت في ليل أهابه إلا اهتديت من تلك الحلى بأنوار الكواكب وقرّت به عيني كأنما حل من سوادي واستوطأت ظهره في السرى فنمت لما طرق كأنه يريد رقادي أدب حسن الأعرابي له ابل كثيرة لمن هذه الابل فقال الله في يدي وقيل لعرابي أنت راعي هذه الإبل فقال الله راعيها وأنا مراعيها.
فائدة جليلة: قال الأمير علاء الدين الدواداري في بعض مجامعيه بخط القاضي شمس الدين بن خلكان للمغل يكتب على حافر الفرس الأيسر بقلم حديد وكل حرف من هذه الكلمات على حدته وهي النيل والفرات ودجلة أودية وقال لي شخص أنه جربه وجده نافعاً والله تعالى أعلم ذو الوزارتين لسان الدين بن الخطيب من قصيدة:
صبحتهم غرر الجياد كأنما ... عند الثنية عارض متهلل
من كل منجرد أغر محجل ... يرمي الجياد به أغر محجل
زجل الجناح إذا أجد لغاية ... وإذا تغنى بالصهيل فبلبل
جيد كما التفت الظليم وفرقه ... أذن ممشقة وطرف أكحل

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست