اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 237
وخير جليس في الآنام كتاب هو النديم الكريم والخدن الأمين البريء من الذنوب السليم من العيوب الذي إن أدنيته لم يباعدك وإن أقصيته لم يعاودك وإن واصلته حمدته وإن هاجرته أمنته وإن استنطقته أسمعك وإن استكفيته أقنعك وإن استنكفته كف وإن استثقلته خف وإن دعوته لباك وإن استعفيته أعفاك لا يعصى لك أمرا ولا يحملك أصرا عرضك معه وافر وهو لسرك غير ناشر أنيق المنظر طيب المخبر جميل المشاهد كثير المحامد يملأ العيون قرة والنفوس مسرة يضحك الحزين اللهف ولهى الغضبان الأسف يجتلب السرور ويشرح الصدور ويطرد الهموم والأحزان وينفي بواعث الأشجان مجاورته أحسن مجاورة ومسامرته أحلى مسامرة ومجالسته أنفع مجالسة ومؤانسته أمتع مؤانسة فيه مدعاة إلى الطرب ومسلاة من الوصب وثعلة لذي الغرام وتلهية لقلب المستهام وأنس للمستوحش وري للمتعطش وعمارة للمجلس وحلية للمؤنس تلقى القلوب محبتها عليه وتميل النفوس بكليتها إليه ليس بينه وبين حبات القلوب حجاب ولا يغلق بينه وبين سويداواتها باب.
كتب شيخنا زين الدين بن العجمي على مناسك قاضي القضاة بن جماعة:
ألفت يا أزكى الورى مناسكا ... فقت بها من قبلكا
قد وضحت لكل سار بهجة ... ولم تدع للناقدين مدركا
وقد نلت أحكامها على الورى ... لكل أمة جعلنا منسكا
الديوان: الأصل الذي يرجع إليه ويعمل بما فيه قال ابن عباس: إذا سألتموني عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب أي أصله ويقال دوّن هذا زي أثبته وأجعله أصلا وزعم بعضهم أن أصله أعجمي وذكره سيبويه في كتابه وقال: إن أصله دوّان.
الدفتر: عربي لا يعلم له اشتقاق وحكي دفتر بالكسر ويقال أيضاً تفتر وأما الكراسة فمعناها الكتب المضمومة بعضها إلى بعض والورق الذي ألصق بعضه إلى بعض مشتق من قولهم رسم مكرسي إذا ألصقت الريح التراب به كما قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال نعم وأعرفه ملبسا
أبليس تحير ولم تكن له حجة وقال الخليل بن أحمد الكراسة من الكتب مأخوذة من أكراس الغنم وهي أن تبول في الموضع شيئا بعد شيء فيقلبه.
شمس الدين العفيف كان عنده مجموع فطلبه منه بعض الرؤساء فأرسل إليه وكتب له:
يا أيها الصدر الذي وجه العلا ... منه يزان بمنظر مطبوع
لا تعتقد قلبي بحبك وحده ... ها قد بعث لسيدي مجموعي
اجتمع لسيف الدولة بن حمدان ما لم يجتمع لغيره من الملوك كان خطيبه بن نباتة الفارقي ومعلمه ابن خالويه ومطربه الفارابي وطباخه كشاجم وخزان كتبه الخالديان والصنوبري ومداحه المتنبي والسلامي والوأواء الدمشقي والسفاء والنامي وابن نباتة السعدي والصنوبري وغير ذلك.
قال مجير الدين بن تميم فيما يكتب على خزانة كتب:
انظر إلي ترى في صورتي عجبا ... شخصا حوى العلم في صدر من الخشب
وفيه من كل فن غير أن له ... وجدا يميل به شوقا إلى الأدب
وله:
يا حسنها نسخة يلهو مطالعها ... وطالما قد حوت من رائق الكم
صحت وقد لطفت في حجمها فحكت ... لطف النسيم وحاشها من السقم
ولبعضهم:
إن مجموعي البديع لحلي ... قد تنقيت دره المختارا
وإذا لم أعره ليس عجيب ... شغل الحلي أهله أن يعارا
قلب ولا بأس بإيراد نبذة من التورية بأسماء الكتب فمن ذلك قول بعضهم:
يا سائلي من بعدهم عن حالتي ... ترك الجواب جواب هذي المسألة
حالي إذا حدثت لا لمعا ولا ... جملا لا يضاحى لها من تكلمه
عبد حوى بدر الفصيح منكدا ... فاترك مفصله ودونك مجمله
ومنه للشيخ أبي عبد الله بن جابر المغربي نزيل دمشق المحروسة:
عرائس مدحي كم أتين لغيره ... فلما رأته قلن هذا من الأكفا
نوادر آدابي ذخيرة ماجد ... شمائل كم فيهن من نكت تلفى
مطالعها هن المشارق للعلى ... قلائد قد راقت جواهرها رصفا
رسالة مدحي فيك واضحة ولي ... مسالك تهذيب لتنبيه من أغفى
فيا منتهى سؤلي ومحصول غايتي ... لانت أمرين حاصل الوجد مستصفى
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 237