اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 234
أنضاء توسطها سنامها كأن قرنيه صل انسلخ من إهابه فخلع عليه بعض ثيابه مضمار جمع بين الأنسي والوحشي عاطل يرفل في اللباس موشى وثنوي يغشى النار ولا يخشى العار موتور نشر أذنيه لدرك الثار موتر أخذ في الركوع وهو قائم خميص البطن يبتلع ذراعا وهو صائم محدوب بلغ قاب قوسين في الارتياض متقشف أبلى طمريه في التذلل والانخفاض منقبض جمع للانزواء أطرافه مرابط يهز عند اللقاء أعطافه متحرج يعض على ناجذ التصبر في الشدة والرخاوة من صاحبه طرفه عين مشى على الهواء فقل في إن التقم مرسلا فنبذه بالعراء راكع أوّأه يشكو وزره الذي انقض ظهره يطوف على من مد إليه يد الاجتذاب قئول ولو أن السيف جواب مجرم ألزم طائره في عنقه وعرض على النار لسوء خلقه وسوف يؤخذ بالنواصي والأقدام ويجزئ بما تحمله من الأوزار والحطام ويستنطق جلوده قسرا وقهرا فينطق بما يخفيه جهرا وأنى له التناوش من مكان بعيد وقد تمكن من حز رقبته من هو أقرب إليه من حبل الوريد ناحل ألصق بطنه بظهره حتى بدت للناظرين ذات صدره وغارت كلاء في خصره لاستيلاء قوته الدافعة الهالكة على قوتيه الجاذبة والماسكة وانقطاع حبل وريده عن شريانه وتجافى جنبه عن مصرانه ثعبان إذا أنشط من عقاله أمن الناس عادية أفعاله جموح يعثر بالراكب معرقب تحمله المناكب ضرس شرس يتمطى ويتثاوب لتمدد أعضائه متجرد يستطهر ويدل بأولاده وأعقابه ظرف مظروفه يخالف الظرف هذا لا يقبل العدل وذا لا يقبل الصرف هيفاء متنها مجدول وفروعها مفتول خصرها دقيق وقدها رشيق قوية العلياء محطوطة المطاء ناشرة اكتادها قلب الكلى يضمها صاحبها إلى الصدر فتنكب عنه وتزور مزاوج مطلاق يودع صاحبه عند الاعتناق مكلف خلق في كبد طموح لا يذعن إلا لمن عنده مديد مقبوض يقارب السريع ويفارقه عند التقطيع صحيح معلول ممدود في العرض مقصور في الطول قرناء أحصنت فرجها وأبعدت من نفسها زوجها محب ذو أناة تعود وأراد البنات غيور إذا لاقى بناته الأتراب زوى حاجبيه للإضراب فيمسكه على هون أم يدسه في التراب عرق من عروق الشريان إذا جسته البنان ينبض وله ضربان قوسه حين دائرة السوء يحيط بالأعداء متعصب ينشط للمنازعة بعد الإغراء دهري أتى عليه قرن بعد قرن فانحنى مطاه لا ينتصب إلا وعلى اليد متكاه وينشد إذا فتح فاه:
سلبت عظامي لحمها وتركتها ... مجردة تحظى لديك وتحتضر
خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري ... ضنا جسدي لكنني أتستر
عظامي إذا انتصب عصابي إذا انتصب مكاشح أولع بضرب غيره وربما رد كيده في نحره منحدب يظهر الحنو ويضمر السوء من عصبته هي بالقوة بنو ميالة الأعطاف تسند العود إلى صدرها وتمكنه بين سحرها ونحرها وتدني من الأسماع أوتارها فيضر بها فتغني فتغشى أسرارها قرنان يسمح بأزواجه على الأعداء ويقذف بنات صلبه بالنكراء غليظ الكبد يجفو أفلاذ كبده ويشمئز من تحمل أعباء ولده فينفيه عن حجره ثم يحن على أثره فقيل له يا هذا أسوقا وشوقا أجمعا:
حننت إلى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعبا كما معا
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا ... وتجزع أن داعى الصبابة أسمعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ... على كبدي من خشية أن تصدعا
مشاجر شجر النسب يطاوع من يمدد إليه بسب غدق يثمر الشوك دون الرطب منحني الظهر حمله الحطب وثيقة جامعة لأسباب اللزوم والأحكام عرية عن النواقص مطوية على النفوذ والانبرام يتشبث به عند الخطام متمرد كلما قيد الاستسلام بأسبابه نكص وارتد على أعقابه أمين غير مأمون على الودائع وكلما استودعته فهو ضائع ظلوم يقبل الأمانة بجهله ويؤدي ما قبل إلى غير أهله نافذ الأمر ليس بعادل ثاني عطفه ليجادل مكبود يعالج بالكي مطالب يدافع باللي مسدد غير سديد جمع بين المد والتشديد قاتل له في سهم الفرائض نصيب يأخذ ما يأخذ بالتعصيب معشش أفراخ العقاب صرت عليه رجل الغراب متجلد لا يتضعضع لريب الدهر ولو رمى بقاصمة الظهر يساهمني في مكابد الشدائد ويسعد في التحنن على الأولاد والولائد:
لنا كل يوم رنة خلف ذاهب ... ومستهلك بين النوى والنوائب
وقلعة إخوان كأنا وراءهم ... نرامق أعجاز النجوم الغوارب
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 234