اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 173
فصل: في الطست والإبريق والخلال والمحلب والاشنان والمنشفة وآداب غسل اليد وكيفية الاستعمال ولا بأس بغسل اليد في الطست وغن ندب إلى ذلك فليقبل الكرامة ولا يردها، قال دفتر خوان:
والطست إن رام إليك المقصدا ... فلا تخالف من يقول اغسل يدا
وصاحب المرش دعه ساكبا ... ولا تقل بس اكتفيت كاذبا
وعن ابن مسعود (: اجتمعوا على غسل الأيدي في طست واحد ولا تسننوا بسنة الأعاجم، وقالوا غسل اليد في الطست في حالة واحدة أدخل في التواضع ويقتضي أن يجتمع الماء فيها، وقال قال صلى الله عليه وسلم من بات وفي يده غمر لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه وفي حديث آخر: الوضوء قبل الطعام ينقى الفم وبعده ينقى المم واللمم مس الشيطان والطست الطس بلغة طيء أبدل من أحد السينين تاء للاستثقال فإذا جمعت وصغرت رددت السين لأنك فصلت بينهما بالتاء فقلت طساس وطسيس وهو أعجمي معرب أصله طشت بالشين المعجمة فلما عرب قيل بالسين المهملة، الإبريق عربي صحيح وهو أفعيل من البريق وقال الحريري في المقامات إياك واستدعاء المرجفين قبل استدعاء حلول البين أراد بالمرجفين الطست والإبريق لأن الإتيان بهما يوذن بالقيام وفراغ الطعام وما أحسن قول القاضي الفاضل في المقامة العسقلانية يصف المائدة:
وتناوبتها الألوان ... صنوان وغير صنوان
وأبطأ القوم بالمرجف ... ين فما يرجفان ولا يوجفان
وأتينا بغاسول تحظى به الأفواه والأنوف ولا يوجد بعده بفم الصائم خلوف، وقيل إن كنية الأشنان أبو إياس وكنية الملح أبو عون وسمعت بعضهم يسميها البداية والنهاية، ولهذا حكى أن بوران بنت الحسن بن سهل لما تزوجها المأمون وأراد أن يدخل بها جعل الناس يهدون لأبيها الأشياء النفسية وكان بالقرب منهم رجل من الأدباء فأهدى إليه مزودا فيه ملح مطيب ومزودا فيه أشنان وكتب إليه معهما أني كرهت أن تطوي صحيفة أهل البر ولا ذكر لي فيها فوجهت إليك بالمبدأ به ليمنه وبركته وبالمختوم به لطيبه ونظافته ومع ذلك:
بضاعتي تقصر عن همتي ... وهمتي تقصر عن مالي
فالملح والأشنان يا سيدي ... أحسن ما يهديه أمثالي
وذكر القاضي الرشيد بن الزهر في كتابه العجائب والظرف أن سيد الوزراء أبا محمد البازوري وجد في موجوداته طستا وإبريقاً من البلور فأفرط في استحسانه لهما ولعظيم قدرهما أن المستنصر وهبهما له ووجد أيضاً مدهن ياقوت احمر وزنه سبعة وعشرون مثقالاً أخذه سرا من السلطان في خزانته حين قبض عليه في سنة خمسين وأربعمائة ولما أخرج السلطان الذخائر المصرية عند أيام فتنة ناصر الدولة وجد فيما أخرج من دار ناصر الدولة تسعين طستاً وتسعين إبريقاً من صافي البلور وجيده كباراً وصغاراً.
وقال ابن معقل فيما يكتب على سفرة الطست:
لم أصحب الطست من شوق إليه ولا ... جعلت خدي له أرضاً وما شعرا
لولا وصولي به يوماً إلى ملك ... يصيبني فضل ما ينفى بع الغمرا
وغيرة أن يمس الترب مبتدلا ... ما مس كفيه من ماء إذا قطرا
وقال جلال الدين بن المكرم في الطست والإبريق والمنشفة:
ولي صاحب ينفي الأذى عن جوارحي ... فيخرجني منه نقيا مطهرا
وآخر يحويه فيجعل الذي ... كان لي منه إليه مصيرا
وثالثة غارت لفعلهما فلا ... تزال تعفى ما لجسمي أثرا
وقال أبو طالب المأموني:
منشفة خملها تخال بها ... قد فت كافورة على طبق
كأنما انبتت خمائلها ... ما ارتشفت من لآلئ العرق
الأشنان: عمل لهارون الرشيد يؤخذ من القرنفل والسليخة والقرفة والقاقلى والفلنجة من كل واحد جزء ومن المصطكى والاذخر والسعد والميعة اليابسة جزء ومن الموزجسزس ثلاثة أجزاء ومن الطين الأبيض المكي خمسة ومن الأشنان البارد ضعف ذلك أو ثلاثة أضعافه ومن الأرز الأبيض المبلول المجفف المنخول مثل الأشنان يدق كل واحد على حدته ويخلط، صفة بنك محمص يؤخذ من البنك الأصفر المخمر وزن ثلاثين درهما ومن القرنفل عشرين درهماً ومن الزعفران خمسة دراهم ومن الورد خمسة عشر درهماً ومن السليخة الحمراء الرقاق والسنبل من كل واحد ستة دراهم يدق الجميع بأسره ويطحن ويحمص بماء الورد ويبخر بالعود الند والكافور والزعفران تبخيرا جيدا فإنه يجئ غاية من الغايات:
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 173