اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 148
من معشر نشروا على هام الربا ... للطارقين ذوائب النيران
وقال صردر:
قوم إذا حيى الضيوف جفانهم ... ردّت عليهم ألسن النيران
وقال ابن سنا الملك:
لنيرانه في الحي أي تحرق ... على الضيف أن أبطأ وأي تلهب
وأين هؤلاء القوم الكرام من الذين يقول فيهم الأخطل:
قوم إذا استنتج الأضياف كلبهم ... قالوا لاّمهم بولى على النار
فتحبس البول شحا أن تجود به ... فما تبول لهم إلا بمقدار
لا يخفى ما في هذا البيت الأول من المعائب وقد ولع الأدباء بحلاها وما فيها من المعاني وقال مجير الدين بن تميم:
وكأنما النار التي قد أوقدت ... ما بيننا ولهيبها يتضرم
سوداء أحرق قلبها ولسانها ... بشفاهة للحاضرين تكلم
وقال آخر:
انظر إلى النار وهي مضرمة ... وجمرها بالرماد مستور
شبه دم من فواخت ذبحت ... وفوقه ريشهن منثور
وقال آخر:
كانون يطفى برده كانوننا ... ما بين سادات كرام حذق
بأرقام حمر البطون ظهورها ... سود ينضنض باللسان الأزرق
وقال ظافر الحداد:
تأمل ففي الكانون أعجب منظر ... إذا سرحت في فحمه جمرة النار
كما ميل الزق المروّق ساكب ... فدب احمرار الخمر في قلل القار
وقال آخر:
كان كانوننا سماء ... والجمر في وسطه نجوم
ونحن جن بجانبيه ... والشرر الطائر الرجوم
وقال آخر:
كأنما دخاننا إذ بدا ... لعين من ينظره من قريب
ذوائب من غادة سرحت ... وقد بدا فيها بياض المشيب
وقال آخر:
كأنما النار في تلبها ... والفحم من فوقها يلظيها
زنجبية شبكت أصابعها ... من فوق نازنجة تغطيها
وقال آخر:
كأن نضيد الفحم فوق شراره ... إذا النار مست جلده فتلونا
يذكر أيام السحاب التي جرت ... بمنيته لما تأودّ أغصنا
فأنبت منها الآبنوس بنفسجا ... وأثمر عنابا وأورق سوسنا
وقال الشيخ صفي الدين الحلى:
البحتري منذ ما فارقتموه غدا ... يحثو التراب على كانونه الخرب
لو شئتم أنه يضحى أبا لهب ... جاءت بغالكم حمالة الحطب
وقال ظافر الحداد:
كأن سواد الفحم من فوق جمره ... وقد جمعنا فاستحسن الضدّ بالضدّ
غدائر خود فرقتها وقد غدت ... على خفر من تحتها حمرة الخد
فلما تناهى صبغه خلت أنه ... فصوص عقيق أو جنى زهر الورد
إلى أن حكى بعد الخمود رماده ... غبارا من الكافور في قطع الند
كتب النصير الحمامي ملغزا إلى السراج الوراق:
وما اسم ثلاثى به النفع والضرر ... له طلعة تغنى عن الشمس والقمر
وليس له وجه وليس له قفا ... وليس له سمع وليس له بصر
يمد لسانا يختشى الرمح بأسه ... ويسخر يوم الحرب بالصارم الذكر
يموت إذا ما قمت تسقيه قاصدا ... وأعجب من ذا ذاك من الشجر
أيا سامع الأبيات دونك حلها ... وغلا فنم عنها ونبه لها عمر
ومن التغزلات اللطيفة بذكر النار قول الشيخ شمس الدين بن الصائغ:
قد أدعوا القلب لا دعوا حرق ... فظل في الليل مثل النجم حيرانا
راودته يستعير الصبر بعدهم ... فقال أني استعرت اليوم نيرانا
قال علاء الدين الوداعى:
يا مودعا بوادعه في مهجتي ... نارا تؤججها يد التذكار
أبكيت طرفي بعد أدمعه دما ... وكذا يكون بكاء أهل النار
قال صفى الدين الحلى: لا غرو أن يصلي الفؤاد ببعدكم ... نارا تؤججها يد التذكار
قلبي إذا غبتم يصور شخصكم ... فيه كل مصوّر في النار
وأنشدنى الشيخ عز الدين الموصلي لنفسه:
يا مقلة الحب مهلا ... فقد اخذت بثارك
وأنت يا وجنتيه ... لا تحرقيني بنارك
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 148