اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 128
هذا ومحسنة بالعود عاشقها ... بذلك الطيب في الأحيان مسرور
إذا تثنت وغنت خلت قامتها ... غصناً عليه قبيل الصبح شحرور
وقال صلاح الدين الصفدي فيها:
حبست مثاني عودها بأنامل ... عبثت بلب الخشاع التورع
وشدت فلو شائت عذوبة لفظها ... عطفت عنان البارق المسرع
وعجبت من ريح الصبا إذ لم يقف ... طربا ولكن ما لها أذن تعي
أبصرت يا عيناي ما لم تبصري وسمعت يا أذني ما لم تسمع
وقال جمال الدين بن نباتة فيها:
بروحى هيفاء المعاطف حلوة ... تكاد بألحاظ المحببين تشرب
لقد عذبت ألفاظها وصفاتها ... على أن قلبي في هواه معذب
تجار عود اللهو يشبه صوتها ... فمن أجل هذا أصبح العود يضرب
وأجرى دموع العاشقين بلعبها ... فقال الآس دعها تخوض وتلعب
وقال النور السعردي في جارية جنكية:
لبنت شعبان جنك حين تنطقه ... يغدو بأصناف ألحان الورى هازى
لاغرو أن صاد الباب الرجال بها أما تراه يحاكي مخلب الباوى
وقال الصلاح الأزيلي في الجنك:
الجنك مركب عقل في تشكله ... والرق قلع له الأوتار أطناب
يجري بريح اشتياق في بحار هوى ... يؤم ساحل وصل فيه أحباب
وقال سيدي شهاب الدين أحمد بن حجر في جارية تلعب بالكمنجا:
مابالها هجرت وكم قد مر لي ... منها بين سالف نغمة أوطار
وقال سيدنا القاضي بدر الدين الماميني في جارية تدق بالكف:
لقد دقت بكفيها فتاة ... منها صفت فينا خلائقها ورقت
فأفديها مغنية رأينا بها الأفراح حلت حين دقت
وقال شمس الدين بن دانيال في جارية تضرب بالدف وأجاد
ذات القوم الذي يهتز غصن نقا ... لو مر يوما عليه طائر صدحا
تبدي إلى الدف كالخمار معصمها ... أناملاً ببنان تشبه البلحا
غناؤها بريق الغنج تمزجه ... فما ينقط الأكل من رشحا
وقال شمس الدين الكوفي الواعظ في جارية مشببة كذا ذكراه في تضميخ التضمين:
لقد حصلت لي ليلة لا تقوم ... وعندي من أهوى بها وأتنعم
وفي كفها شبابة تجمع المنا ... فنحن سكوت والهوى يتكلم
وينفخ فيها الروح روح بأمرها ... وما هو جبريل وما هي مريم
وما الدهر إلا صورة دمعها الطلا ... فحرم إذشرب الدماء محرم
وما زلت شيعيا إلى أن أتوا بها ... عتيقا فناديت العتيق المقدم
وهذا التضمين أغار عليه القاضي محي الدين بن عبد الظاهر وقد ذكرته في الحذاق المطربين. وقال كمال الدين جعفر الأدنوي في تاريخه البدر المسافر في ترجمة القاضي تقى الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف ينعت بابن البيت الأعز الشافعي ومن شعره ملغزا في شبابة:
ومحبوبة مهما خلت مع حبيبها ... يقبلها لئما وينظرها شزرا
منقبة عريانة وهي فتنة ... لمن أصبحوا من شرب كأس الهوى سكرى
وتصحيفها في كف من شاء منهم ... ومن شاء في اليمنى ومن شاء في اليسرى
وكتب إلى شرف الدين بن الحلاوى ملغزا فيها مضمنا:
وناطقة خرساء باد شجوها ... تكنفها عشر وعنهن تخبر
يلذ إلى الإسماع رجع حديثها ... إذ سد منها منخر حاش منخر
فأجاب بهذا البيت وأجاد: نهاني النهى والعلم عن وصل مثلها ... فكم مثلها فارقتها وهي تصفر قلت: تكرير لفظة مثلها غير طائلزوألم بهذا التضمين مجير الدين بن تميم فقال:
وشبابة قد كنت أهوى سماعها ... وقد صرت منها عندما بت أنفر
وها أنا قد فارقتها غير نادم ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
قلت: كان المذكور لهجا بالتضمين مكثر حتى قال في نفسه وظرف:
أطالع كل ديوان أراه ... ولم أزجر عن التضمين طيري
أضمن كل بيت فيه معنى ... فشعري نصفه من شعر غيري
وقال إبراهيمبن المعار في جارية مغنية:
وجارية مغنية بلطف ... على الإيقاع بالكعبين دقت
فغنت ثم رقت لي +بوصل ... فقمت قطعتها من حيث رقت
وقال بدر الدين بن الصاحب فيها:
غنت فأغنت عن كئوس الطلا ... بالسكر من لذات تلك اللحون
فقلت إذ هيمني صوتها ... في مثل ذا الحلق تروح الذقون
وقال صفى الدين الحلى في جارية ترقص بالشراب:
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 128