اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 109
عدنا إليك على رغم العداة فكم ... بتنا نحث الأغاني في معانيك
وكم جلونا عروس الراح مشرقة ... وكم خلونا بمن نختاره فيك
أصبحت بالعين للذات منزلة ... فكل عين لمن عداك تفديك
وقال الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة يهنئ ببناء دار:
ودار علت قدرا على الدور مثلما ... علا ربها بالمكرمات على الورى
مطابقة الأوصاف أما نسيمها ... فصح وأما ماؤها فتكسرا
تكرر فيها النبت دهنا وروضة ... فالله ما أحلا نباتا مكررا
وشيد هارب الفضائل والندى ... فيا حبذا دار القراءة والقرا
تذكره دار النعيم بطيبها ... فيسعى لجنات النعيم كما ترى
لقد زادها في الحسن يوسف فاغتدت ... تباع بمرآها القلوب وتشترا
والمليح في هذا المعنى قول أسجع السلمي:
قصر عليه تحية وسلام ... خلعت عليه جمالها الأيام
أجرى الإمام عليه نهرا منعما ... أعطى القياد وما عليه زمام
ومنها في المديح وأجاد:
وعلى عدوك يا بن عم محمد ... رصدان ضوء الصبح والإظلام
فإذا تنبه رعته وإذا غفا ... سلت عليه سيوفك الأحلام
قلت: الشيء بالشيء يذكر وما أحسن ما ضمن هذه الأبيات الشيخ برهان الدين القيراطي رحمة الله عليه وقال:
ومشرف إن زاد تشريفا ... فقد خلعت عليه جمالها الأيام
هو جامع للحسن إلا أنه ... قصر عليه تحية وسلام
وعلى العدوى من نقشه وطروسه ... رصدان ضوء الصبح والإظلام وقال علي بن الجهم رحمة الله عليه:
وفيه ملك كأن النجو ... م يقضي إليها بأسرارها
تخر الملوك لها سجدا ... إذا ما تجلت لأبصارها
وفوارة نارها في الس? ... ?ماء فليست تقصر عن نارها
ترد على المزن ما أنزلت ... على الأرض من صور أمطارها
نقلت من كتاب رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة من الجزء الأول تأليف العلامة قاضي الجماعة بحظيرة غرناطة الشريف المرحوم والخطيب بها أبو القاسم محمد ابن أحمد بن محمد الحسيني رحمه الله تعالى وهذا التأليف من العجائب المخترعة ألفه شرحا لمقصورة الإمام الأوحد أبي الحسن حازم بن محمد بن حسين بن حازم الأنصاري العرطاحي تغمده الله بالرحمة.
قلت: ذكر العلامة لسان الدين محمد ين الخطيب في تاريخه المسمى بالإحاطة أن مولد الشريف الحسيني سنة سبع وتسعين وستمائة، ووفاته سنة ستين وسبعمائة.
قال الشارح ويتعلق بذكر الهالة ما ذكره أبو عبد الله بكر بن عباس كاتب المنصور وأبي يوسف يعقوب قال كان لأبي بكر بن مجير عادة على المنصور في كل سنة فصادف المنصور في إحدى وفادات فراغه من أحداث المقصورة التي كان أحداثها بجامعه المتصل بقصره في حضرة مراكش وكانت قد وضعت على حركات هندسية ترفع لخروجه وتخفض لدخوله وكان جميع من بباب المنصور يومئذ من الشعراء والأدباء قد نظموا أشعاراً أنشدوه إياه في ذلك فلم يزيدوا على شكره وتجرئته على الخير فيما جدد من معالم الدين وآثاره ولم يكن فيهم من تصدي إلى وصف الحال حتى قام أبو بكر بن مجير فأنشده قصيدته التي أولها:
أعلمتني ألقي عصا اليسا ... ر في بلدة ليست بدار قرار
واستمر فيها حتى ألم بذكر المقصورة فقال يصفها:
طوراً تكون بمن حوته محيطة ... وكأنها سور من الأسوار
وتكون طورا عنهم نجية ... فكأنها سر من الأسرار
وكأنما علمت مقادير الورى ... فتصرفت لهم على مقدار
فإذا أحست بالإمام يزورها ... في قومه قامت إلى الزوار
تبدو فتبدو ثم تخفي بعده ... كتكون الهالات بالأقمار
فطرب المنصور لسماعها وارتاح لاخترعها.
ومن لطيف الشعر بحضرة ملوكهم ما ذكره القاضي شهاب الدين بن فضل الله في كتابه الأبصار في ترجمة مجير الدين ابن تميم.
حكى أن الملك المنصور استدعاه في ليلة غفل رقيبها وحضر ربيبها وسحبت من سود الذوائب ظفائرها وسجنت من بيض الأيام ضرائرها إلى مجلس مزخرف وفواكه لم تخرق وأمامه جدول قد خر ماؤه فتكسر وإن عليه كل بارق وتحسر والكئوس دائره والشموس في أيدي البدو سائرة فلما رأى الجدول وقد أصابته من العين نظرة فتعثر وسقط عقد لؤلؤه وتنثر نظر إليه وقال رحمة الله عليه:
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي الجزء : 1 صفحة : 109