اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 561
يشك في أن لفظة "كتاب" في هذا البيت "تشير حقيقة غلى مجموعة مدونة عن مآثر بني تميم وأشعارها"، وذلك لأن اللفظة صريحة واضحة وقد فهمها الأقدمون أيضًا على وجهها الصحيح، فقال المرزباني يشرح بيت بشر بعد أن أورده، قال[1]: "فمعناه: وجدنا هذه اللفظة مكتوبة".
ومع ذلك فقد أوضحنا من قبل أنه ليس من منهجنا في هذا البحث أن نعتسف الطريق اعتسافًا، ولا أن نحمل النصوص فوق ما تحتمل، بل إن منهجنا يقوم على جمع مادة البحث وتتبع نصوصه، ثم ترتيب هذه النصوص، واستنطاقها واستخراج دلالاتها.
ونحسب أننا غير مغالين -بعد أن جمعنا هذه النصوص ورتبناها واستنبطنا منها دلالاتها- إذا ذهبنا إلى أن العلماء الرواة في القرن الثاني قد كانت بين أيديهم دواوين القبائل مكتوبة مدونة، وأنهم اعتمدوا هذه المدونات مصدرًا من مصادر تدوينهم نسخهم الخاصة من كتب القبائل التي نُسبت بعد روايتها إليهم. ونحسب أننا كذلك غير مغالين إذا رجحنا -مجرد ترجيح، ولكنه ترجيح قوي تدعمه الأخبار والنصوص التي قدمناها- أن هذه المدونات التي وصلت إلى علماء القرن الثاني قد كتب بعضها منذ مطلع القرن الأول ولعل بعضها الآخر قد كتب منذ الجاهلية نفسها.
3
أما شعر هذيل -وهو الديوان الوحيد الذي وصل إلينا من دواوين القبائل- فنحب قبل الحديث عن رواياته ونسخة، أن نبدأ بالحديث عن عدد ما فيه من الشعراء وأبيات الشعر، ومدى موافقته لما رواه لنا العلماء. فقد قال [1] الموشح: 179.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 561