اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 56
فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تقرأه ولا تقريه أحدًا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدًا من الناس لأنهكتك عقوبة[1]. ثم قال له: اجلس. فجلس بين يديه، فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتابًا من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا في يدك يا عمر؟ قال: قلت: يا رسول الله كتاب انتسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ...
وكما كان بعض العرب يعرفون اللغات الأخرى ويكتبونها فقد كان بين الأقوام الأخرى من يعرف العربية ويكتبها، فقد كان بعض اليهود في المدينة يعرف الكتابة العربية[2]، وكان في مصر من يكتب العربية كذلك[3]، كما كان في بلاط كسرى كتاب ومترجمون يكتبون العربية ويترجمون منها إلى غيرها من اللغات، ومن تلك اللغات إلى العربية.
ولم يكن الرجال وحدهم هم الكاتبين القارئين، وإنما كان بعض النساء كذلك يكتبن[4]، ومنهن: الشفاء بنت عبد الله العدوية، من رهط عمر بن الخطاب، "وكانت الشفاء كاتبة في الجاهلية"؛ وهي التي علمت الكتابة حفصة بنت عمر زوج الرسول الكريم. [1] النهك: المبالغة في العقوبة. [2] ابن قتيبة، المعارف: 192؛ والبلاذري، فتوح البلدان: 479. [3] ابن عبد الحكم، فتوح مصر وأخبارها: 47. [4] البلاذري، فتوح البلدان: 477-478.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 56