اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 55
الناس وأكتبهم بالعربية والفارسية، ثم انتقل إلى بلاد فارس فأصبح كاتبًا بالعربية ومترجمًا في ديوان كسرى"[1]. وكذلك كان لقيط بن يعمر الإيادي كاتبًا بالعربية ويحسن الفارسية، فكان من أجل ذلك مترجمًا في ديوان كسرى. وكان ورقة بن نوفل "يكتب الكتاب العبراني فيكتب بالعبرانية من الإنجيل ما شاء أن يكتب"[2]. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص كثير العناية بكتب أهل الكتاب[3]، وكان يقرأ بالسريانية[4]. وزيد بن ثابت تعلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتابة العبرانية[5] والسريانية[6] والفارسية والرومية والقبطية والحبشية، تعلم ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن[7]. ويبدو أن كتب أهل الكتاب، سواء أكانت مترجمة إلى العربية أم مكتوبة بغيرها من اللغات، كانت تلقى من العناية لدى بعض العرب ما يحملهم على مدارستها؛ ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما ذكره خالد بن عرفطة قال[8]: كنت جالسًا عند عمر، إذ أتي برجل من عبد القيس، سكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان ابن فلان العبدي؟ قال: نعم. قال: وأنت النازل بالسوس؟ قال: نعم. فضربه بقناة معه. فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس. فجلس، فقرأ عليه "بسم الله الرحمن الرحيم {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} إلى {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} ". فقرأها عليه ثلاثًا، وضربه ثلاثًا. فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال؟ قال: مرني بأمرك أتبعه. قال: انطلق [1] الأغاني 2: 101-102. [2] الأغاني 3: 120. [3] ابن حجر، فتح الباري 1: 184؛ وأبو نعيم، حلية الأولياء 1: 285. [4] ابن سعد: الطبقات 4/ 2: 11؛ وابن قتيبة، المعارف: 125. [5] البلاذري، فتوح البلدان: 479. [6] السجستاني، كتاب المصاحف: 3. [7] المسعودي، التنبيه والإشراف: 246. [8] الخطيب البغدادي، تقييد العلم: 51.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 55