responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
وأقدم جهد في النقد الهومري في مدرسة الإسكندرية يرجع إلى فترة تتراوح بين 270و 150 قبل الميلاد، وقد قام به ثلاثة رجال: زينودوت Zenodotus، وأرستوفان Aristophanes، وأرستارخ Aristarchus.
أما زينودوت فقد كان قيمًا على مكتبة المتحف الإسكندري، ونشر نسخة منقحة لهومر ومعجمًا هومريًّا؛ ويبدو زينودوت -في هذا العصر من فجر العلم الجديد- رجلًّا موهوبًا ذا هدف نقدي، ولكنه تعوزه الطريقة النقدية الصالحة. فقد ألح على دراسة هومر ولكنه أخفق في إرساء هذه الدارسة على أسس سليمة، وأحد أسباب إخفاقه أنه لم يعن بالتمييز بين الاستعمال الشائع المألوف للألفاظ واستعمال هومر لها استعمالًا خاصًّا، ولم يميز كذلك تمييزًا كافيًا بين اللهجة والإيونية القديمة واللهجة الإيونية المتأخرة، فأوقعه اعتماده المطلق على إحساسه الشخصي بروح هومر في تصحيحات وتصويبات قاطعة. ومع ذلك فقد فتح أفقًا جديدًا ونال مصنفه شهرة واسعة.
وأما أرستوفان "في نحو 200 ق. م" فقد كان تلميذ زينودوت، وخلفه -في غير تعاقب- على منصب أمانة المكتبة. ونشر أيضًا نسخة منقحة من هومر. وكان يُعنى بدلالات النصوص المخطوطة عناية تفوق عناية زينودوت.
وأتاح له اطلاعه الواسع وعلمه الغزير أن يثبت في حالات كثيرة قراءات جرحها سلفه تجريحًا كان متسرعًا فيه.
وأما أرستارخ فكان تلميذ أرستوفان وخليفته في أمانة المكتبة، وظهر نشاطه في النصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد. وينقسم ما قدمه للدراسة الهومرية إلى ثلاثة أقسام: 1- رسائل عن بعض المشكلات الهومرية ومواطن الاختلاف.
2- تعقيبات متصلة على النص الهومري.
3- نسخ منقحة للنص الهومري. وقد استخدم في النص الهومري الذي نشره مجموعة من العلامات والرموز النقدية تدل القارئين، بنظرة واحدة، على البيت الذي يراه أرستارخ منحولًا زائفًا، وعلى البيت الذي يرى أنه في غير موضعه من ترتيب القصيدة، وعلى البيت الذي

اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست