responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 303
صورة هذه الأغاني المنفصلة، وبعناوين وأسماء منفصلة مختلفة، وبيزيزتراتوس هو أول من جعل هذه المجموعة تدون في صورة كل موحد منظم.
وممن يصح أن يكون من هذا الفريق عالمان حديثان لا يقطعان قطع اليقين في هذا الموضوع ولكنهما يعرضانه عرضًا شاملًا لوجوه النظر المختلفة في حيطة وحذر، ثم يخلصان إلى ترجيح كتابة القصيدتين منذ أقدم العهود. أولهما الدكتور جب[1] R,C. Jebb. وسنبسط رأيه بعض البسط إذ أنه يعرض لوجوه من الرأي ذات قيمة كبيرة في بحثنا الأصلي عن الشعر الجاهلي. يرى جب أن الفرض الأساسي في نظرية ولف هو إنكار أن الكتابة الأدبية كانت محتملة الوجود عند الإغريق في نحو سنة 950 ق. م. ثم يقول: ومهما يكن من أمر فإن هذا الفرض ليس ثابتًا مؤكدًا كما اعتقد ولف، وجدير بالعناية أن نلحظ النقاط التالية:
1- حقًّا إن الشواهد الباقية من النقوش لا ترجع إلى أقدم من القرن السابع قبل الميلاد، غير أنه لا يصح أن نزعم أن استخدام الكتابة على الآثار والنصب سبق استخدامها في الشئون العادية. بل إن الفرض المضاد أقرب إلى الصواب.
وإذا كانت الكتابة الإغريقية على أقدم أنواع الرخام الباقي غير متقنة فإن ذلك لا يدل بالضرورة على أن الإغريق لم يكونوا حينذاك يعرفون فن الكتابة، بل يدل على أنهم لم يكونوا قد حذقوا نقش الحروف في الحجارة، وقد يكونون -قبل ذلك بزمن طويل- قد حذقوا الكتابة على مواد ألين وأطرى وأسرع إلى الفناء والضياع: كأوراق الأشجار والرق والخشب والشمع.
2- إن التبادل التجاري بين الإغريق والفينيقيين -ومنهم اقتبس الإغريق حروف الهجاء- لا بد أنه كان شائعًا منذ نحو 1100 قبل الميلاد، بل قبل ذلك. والفينيقيون -كما يشهد يوسيفوس- قد استخدموا فن الكتابة منذ أقدم الأزمنة لا لتسجيل أعمالهم العامة حسب بل أيضًا في شئون حياتهم اليومية. وإنه

[1] المرجع السابق: 110-115.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست