responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 300
وثيقًا بين الأوديسة والأجزاء غير الأخيلية من الإلياذة، ووجدت أن الأدلة تتجه اتجاهًا ملحوظًا إلى ربطهما كليهما بهومر الواحد الشخصي الذي تذكره الروايات.
وربما كان خير ما نعقب به على هذه الآراء المتباينة والنظريات المتضاربة ما أورده جديس نفسه في كتابه بعد أن عرض وجوه الرأي المختلفة قال1:
"يبدو لنا من هذا العرض العام للميدان أن معركة النقد كانت سجالًا، وما زالت الجيوش في المعسكرات عاجزة عن استدراج خصومهم من خنادقهم. فنحن نرى، من جانب، صفًّا من النقاد يدعون وحدة التأليف، ويرون أن الاختلافات والفروق إنما هي شكلية خارجية عارضة يسهل تفسيرها وإرجاعها إلى وسيلة النقل والرواية، وهي لذلك ليست جوهرية. ونرى، من جانب آخر، صفًّا معاديًا من النقاد مساوين لخصومهم في العلم والحذق، وأكثرهم في ألمانيا، يتجهون إلى تعدد التأليف، فكل قصيدة -كما يرون- مجموعة ملفقة ليس فيها ترابط أصيل، فالفروق والاختلافات إذن جوهرية لا يمكن اجتنابها. وفي مكان سُوى بين هذين، وتحت وابل رصاصهما كليهما، يقف صف مشرد ضال شيئًا ما، هو صف الانفصاليين الذين يرون أن كل قصيدة مفردة ذات وحدة ولها ناظم غير ناظم الأخرى. والداعون إلى الوحدة في الأصل والتأليف يعارضون الولفيين الداعين إلى تعدد الأصل والتأليف، بينما يتلقى الداعون إلى ازدواج الأصل والتأليف "الثنائية" الهجوم منهما كليهما ... وكلما مضى المرء في تتبع دراسات العلماء عن القصيدتين الهومريتين، وأمعن في الغوص في أعماق أجزاء الدراسة وتفصيلاتها، لم يسعه إلا أن يتذكر رأي سنيكا seneca الذي أعلنه منذ عشرين قرنًا حين رأى النقاد يتدارسون هاتين القصيدتين ويبحثون أصلهما وتأليفهما، فقد كان يرى أن هذه الدراسة أمر يتطلب حذقًا ومهارة ولكنه حذق غير منتج ومهارة غير مجدية[2].

1 المصدر السابق: 10
[2] جب، هومر: 103-104.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست