اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 264
والرواية الثانية ما جاء في شرح ديوان الأعشى للآمدي[1]: "قال أبو الحر: وجدت على ظهر كتاب المجاز لأبي عبيدة بخط أبي عسان رفيع بن سلمة المعروف بدماذ[2] صاحب أبي عبيدة، وحدثنا به السكري يعد حديثًا يرفع إلى الأعشى أنه قال ... خرجت أريد قيس بن معديكرب بحضرموت، فأضللت في أوائل أرض اليمن لأنني لم أكن سلكت ذلك الطريق، فلما أضللت أصابني مطر، فرميت ببصري كل مرمى أطلب لنفسي مكانًا ألجأ إليه، فوقعت عيني على خباء من شعر فقصدت نحوه فإذا أنا بشيخ ... " ثم يمضي في قصة طويلة خلاصتها أنه أنشد هذا الشيخ مطلعي قصيدتين من قصائده فإذا بالشيخ ينادي ابنتين له فتنشدان القصيدتين كاملتين لا تخرمان منهما حرفًا، فلما سقط في يده وتحير وغشته رعدة قال له ذلك الشيخ: "ليفرخ روعك أبا بصير أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقي على لسانك الشعر". فسكنت نفسه3!
والرواية الثالثة حدث بها أبو اليقظان قال[4]: حدثني جويرية عن يشكر [1] انظر السيوطي، شرح شواهد المغني: 327. [2] في الأصل: "ديار" مكان "دماذ" وهو خطأ، انظر الزبيدي، طبقات اللغويين ص198.
3 حديثنا هنا مقصورًا على الإسناد وحده، وأسطورية المتن واستحالته في هذه الرواية والرواية التالية لا تنفي صحة الإسناد. فلقد كانوا في الجاهلية يعتقدون بالرئي وبشيطان الشاعر، وذكر الأعشى نفسه شيطانه مسحلا في شعره "انظر الجاحظ، الحيوان 6: 225-227، وجمهرة أشعار العرب: 49، والموشح للمرزباني: 49" وجعلوا لكل شاعر صاحبًا من الجن سموه "جمهرة أشعار العرب: 33-45" ولم يكتفوا بشعراء الجاهلية بل ذهبوا إلى أن شعراء الإسلام كانوا كذلك. فهذا جرير يهتف به صاحبه من الجن من زاوية البيت ويحدثه ويلقي إليه شعرًا "الأغاني 8: 69"، والفرزدق يأتي جبلًا بالمدينة وينادي بأعلى صوته: أجيبوا أخاكم أبا لبيني "النقائص: 547"، وهؤلاء الجن يجاوبون ذا الرمة ونصيبًا وجريرًا "الموشح: 169-170" وانظر أخبار بعض الصحابة والجن في ابن سعد 7/ 1: 48، 7/ 2: 116، والفائق 3: 181 ثم انظر أخبار الجن ومناقشة هذه الأخبار في الجاحظ، الحيوان6: 164-242. [4] الأغاني 9: 156.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 264