اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 262
نفسه وعن غيره من شعراء الجاهلية. ومن أمثلة ذلك " ... حدثنا الزبير بن بكار قال، قال أبو غزية، قال حسان بن ثابت: قدم النابغة المدينة فدخل السوق فنزل عن راحلته ثم جثا على ركبتيه، ثم اعتمد على عصاه، ثم أنشأ يقول:
عرفت منازلًا بعريتنات ... فأعلى الجزع للحي المبن
فقلت: هلك الشيخ، ورأيته قد تبع قافية منكرة.... فما زال ينشد حتى أتى على آخرها، ثم قال: ألا رجل ينشد؟ فتقدم قيس بن الخطيم فجلس بين يديه وأنشد:
أتعرف رسمًا كاطراد المذاهب
حتى فرغ منها، فقال: أنت أشعر الناس يابن أخي. قال حسان: فدخلني منه. وإني في ذلك لأجد القوة في نفسي عليهما، ثم تقدمت فجلست بين يديه،
فقال: أنشد فوالله إنك لشاعر قبل أن تتكلم. قال: وكان يعرفني قبل ذلك، فأنشدته. فقال: أنت أشعر الناس"[1].
ومن أمثلته أيضًا " ... يوسف بن الماجشون عن أبيه قال، قال حسان بن ثابت: أتيت جبلة بن الأيهم الغساني وقد مدحته ... " ثم يذكر لقياه النابغة الذبياني وعلقمة بن عبدة هناك وإنشادهما شعرًا لهما ثم إنشاد حسان شعرًا مدح فيه الغساسنة[2].
وثاني هؤلاء الشعراء هو الأعشى، فقد عثرنا على ثلاثة روايات مرفوعة كلها إليه، الأولى: قدمنا الإشارة إليها حين تحدثنا عن رواة الشاعر، فقد مر بنا أن للأعشى ثلاثة رواة أو لعله راوية واحد اختلفوا في اسمه فأوردوا له ثلاثة أسماء فهو حينًا: عبيد، وحينًا: يحيى بن متى، وحينًا ثالثًا: يونس بن متى. وقد كان [1] الأغاني 3: 8-9. [2] الأغاني "ساسي" 14: 2-7.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 262