اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 243
الأمثلة التي سنوردها أنها تدور على إصلاح شعر امرئ القيس وعدي ولبيد.
فقد قال امرؤ القيس1:
فلو أنها نفس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفسَا
وقد وجد الرواة أن "سوية" لا تقابل "تساقط أنفسَا" ومن هنا أرادوا أن يعدلوا عن هذا العيب، عيب فساد المقابلات، فغيروه، وأبدلوا مكان "سوية" "جميعةً" لأنها في مقابلة "تساقط أنفسا" أليق من "سوية".
وكذلك قال امرؤ القيس2:
فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثمًا من الله ولا واغل
فقالوا: "قد حذف الشاعر الإعراب، وليس بالحسن". وذهبوا إلى أنه يريد "أشرب" فحذف الضمة؛ ولذلك غيروه، فجعله بعضهم "فاليوم فاشرب" بصيغة الأمر.
وقال امرؤ القيس أيضًا ينوح على أبيه3:
رب رامٍ من بني ثعل ... مخرج زنديه من ستره[4].
فلما أنشد الأصمعي البيت قال: أما علم أن الصائد أشد ختلًا من أن يظهر شيئًا منه؟ ثم قال "فكفيه" -إن كان لا بد- أصلح. قال المازني: فالأصمعي أصلحه: كفيه.
وقال عدي بن زيد العبادي5:
1 المرزباني، الموشح: 85.
2 المصدر السابق: 95.
3 المصدر السابق: 28. [4] في رواية: متلج كفيه؛ أي: مدخل.
5 المصدر السابق: 22.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 243