اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 235
طويلًا؛ وقد وفد بعضهم على خلفاء بني أمية فاستنشدوهم شعر آبائهم، وأخذ العلماء الرواة بعض هذا الشعر عنهم. فمن أمثلة ذلك:
أن معاوية بن أبي سفيان حج فرأى شيخًا يصلي في المسجد الحرام، فسأل عنه فقالوا[1]: سعية بن غريض. فاستدعاه، في حديث طويل، ثم قال له: أنشدني شعر أبيك يرثي به نفسه "أي شعر السموءل" فقال: قال أبي:
يا ليت شعري حين أندب هالكًا ... ماذا توبنني به أنواحي
أيقلن: لا تبعد قرب كريهة ... فرجتها بشجاعةٍ وسماح
وهي خمسة أبيات:
ويُروى أن عدي بن حاتم الطائي عاش مائة وثمانين سنة[2]، وقد رووا عنه بعض أخبار أبيه حاتم[3].
ودخل إبراهيم بن متمم بن نويرة على عبد الملك بن مروان، فرأى فيه عقلًا وفضلًا، فقال له: أنشدنا بعض مراثي أبيك عمك. فأنشده4:
نعم الفوارس يوم نشبة غادروا ... تحت التراب قتيلك ابن الأزور
حتى انتهى إلى قوله: [1] الأغاني 3: 130-131. [2] المعمرين: 36. [3] ديوان حاتم "ط. لندن". 31.
4 الموشح المرزباني: 240.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 235