responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
-7-
فإذا كان الأمر على ما بينَّا، وإذا رجح عندنا أن هؤلاء العلماء قد أخذوا بعض ما جمعوا ما اختاروا من الشعر الجاهلي -من صحف وكتب ودواوين ربما كتب بعضها في العصر الجاهلي وجددت في القرن الهجري الأول- فما بالهم إذن لا يصرحون بذلك؟ وكيف يكون الأمر على هذا الوجه ثم لا يذكر أحد من هؤلاء العلماء أنه أخذ هذه القصيدة أو ذلك البيت من كتاب عالمٍ قبله، أو من ديوان جُمع في القرن الأول أو توارثوه من الجاهلية؟
والجواب عن هذا السؤال سنفصل القول فيه تفصيلًا حين نتحدث عن طريقة أخذ هؤلاء العلماء علمهم، وعن الرواية والرواة بعامة، في الباب التالي.
ولكن ذلك لا يعفينا من أن نشير في هذا الموضع إشارة فيها بعض ما يجيب هذا التساؤل.
فإغفالهم ذكر الكتب التي أخذوا منها راجع، فيما يبدو لنا، إلى طريقتهم في أخذ العلم وتحصيله آنذاك. فقد كان العالم الحق الجدير بالثقة هو الذي يتصل بالعلماء من ذوي السن، فيحضر مجالسهم ويلازمهم ويستمع إليهم ويأخذ عنهم، والكتاب في كل ذلك، أو في أكثره، هو الوسيلة أو الأداة: يقرؤه على شيخه، أو يستمع إلى بعض من يقرؤه، وقد تكون في يده نسخة أخرى من الكتاب يتابع قراءة القارئ، والشيخ يستمع: يصحح الخطأ، ويشرح الغامض، ويذكر من وجوه الخلاف في الألفاظ ما بلغ إليه علمه، ويتحدث عما حول النص من جو تاريخي، وقد يقوده اللفظ أو الخبر إلى لفظ في بيت آخر، أو إلى خبر في حادثة أخرى، فيستطرد، ثم يعود إلى موضوعه الأصيل.

اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست