responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
فقلت له: إنما هو تعتر من العتيرة، والعتر: الذبح....
والحديث عن التصحيف لا ينتهي كثرةً، وهو متفرق في كتب الأدب، مجموع في مظانه، من مثل كتاب العسكري التصحيف والتحريف، وكتاب البصري "التنبهات على أغاليط الرواة" وكتاب حمزة بن الحسن الأصفهاني "التنبيه على حدوث التصحيف" وكتاب السيوطي "المزهر". ولعل خير ما نختم به هذه الأمثلة ما قاله أبو عمرو الشيباني[1]: "روى أبو عبيدة بيت الأعشى:
.............................. ... ... وسيق إليه الباقر العثل
فأرسلت إليه: قد صحفت، إنما هو الغيل" أي الكثير -يقال: ماء غيل إذا كان كثيرًا- ورُوي عنه أيضًا أنه قال: الغيل: السمان، من قولهم: ساعد غيل. وكان أبو عبيدة يروي هذا البيت:
إن لعمر الذي حطت مناسمها ... تخدي وسيق إليه الباقر العثل
وحكى ابن قتيبة أن أبا حاتم قال له: سألت الأصمعي عنه فقال: لم أسمع بالعثل إلا في هذا البيت؛ ولم يفسره. قال: وسألت أبا عبيدة عنه فقال: العثل: الكثير. قال ابن قتيبة: وخبرني غيره أن الأصمعي كان يروي "وجد عليها النافر العجل" يريد: النفار من منى؛ والنافر لفظه لفظ واحد وهو معنى جمع ... ورواه أبو عبيدة: "حطت مناسمها" بالحاء غير معجمة، وقال: يعني حطاطها في السير وهو الاعتماد. ورواه الأصمعي "خطت" بالخاء، أي شقت التراب، وأنشد للنابغة "فما خططت غباري" أي شققته. وقال الأصمعي: "حطت" خطأ. فانظر إلى اختلافهم في هذا البيت، ورد بعضهم على بعض، ومراسلة أبي عمرو أبا عبيدة فيه".

[1] البصري، التنبيهات على أغاليط الرواة ورقة: 1. الباقر: اسم جمع للبقر. العثل: الكثير.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست