responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 175
العراق، فاستضافه أبو الوفاء بن سلمة، وأحضره خزانة كتبه، فطالعها، واشتغل بها، وصنف خمسة كتب في الشعر، منها كتاب الحماسة والوحشيات[1].
وما ورد كذلك عن المفضل الضبي "توفي سنة 168 أو 178" حين قال له العباس بن بكار[2]: ما أحسن اختيارك للأشعار؛ فلو زدتنا من اختيارك. فقال المفضل: والله ما هذا الاختيار لي، ولكن إبراهيم بن عبد الله استتر عندي "في نحو سنة 145" فكنت أطوف وأعود إليه بالأخبار، فيأنس ويحدثني؛ ثم عرض لي خروج إلى ضيعتي أيامًا، فقال لي: اجعل كتبك عندي لأستريح إلى النظر فيها. فتركت عنده قمطرين فيهما أشعار وأخبار، فلما عدت وجدته قد علم على هذه الأشعار، وكان أحفظ الناس للشعر، فجمعته وأخرجته، فقال الناس: اختيار المفضل.
فهذه كلها أخبار صريحة الدلالة على أن هؤلاء العلماء الرواة إنما وجدوا أمامهم دواوين الشعر الجاهلي مكتوبة قبل عهدهم، وأنهم قرءوها وتدارسوها وأخذوا منها؛ ومن هنا كانت الدواوين التي صنعوها أو المجموعات التي اختاروها قائمة -في أساسها- على ما كان مدونًا من قبل عصرهم.
أما الطريق الثاني لمعرفة أخذ هؤلاء العلماء المتقدمين أشعار الجاهلية من الكتب فيقوم على جمع بعض الأمثلة على اختلاف اللفظة الواحدة عندهم. وأسباب اختلاف الرواية كثيرة، لا يعنينا منها هنا إلا ما له دلالة على بحثنا، ونقصد به: التصحيف؛ لأن "أصل التصحيف أن يأخذ الرجل اللفظ من قراءته في صحيفة، ولم يكن سمعه من الرجال فيغيره عن الصواب3". ولن تعرض إلا لما وقع فيه رواة آخر القرن الثاني، أما من جاء بعدهم فقد أخذوا من

[1] التبريزي، شرح الحماسة: المقدمة ص4.
[2] المزهر2: 319، وانظر أيضًا: مقاتل الطالبيين لأبي الفرج: 373.
3 المزهر 2: 253.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست