responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
كنائسهم وأسفارهم"، ثم يذكر الطبري أن هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: "كنت أستخرج أخبار العرب وأنساب آل نصر بن ربيعة، ومبالغ أعمار من عمل منهم لآل كسرى وتاريخ سنيهم من بيع الحيرة وفيها ملكهم وأمورهم كلها".
وقد قبل الباحثون من المستشرقين هذا القول، فقال الأستاذ هـ. ا. ر. جب[1]: "ويزعم من ناحية أخرى أنه ربما وجدت كتب مدونة في الحيرة، وأنه وجدت بالفعل بعض المقيدات التاريخية هناك، فهذا لا مراء فيه". بل إن الأستاذ أولندر ليذهب إلى أبعد من ذلك فنقول عن ابن الكلبي إنه كان مؤرخًا حذرًا متثبتًا على خلاف ما يصمه به خصومه من القدامى، ثم يقول[2]: "ومن المؤكد أنه استخدم النقوش والمدونات التاريخية في الحيرة واستفاد منها، ولذلك أكد الباحثون المحدثون أقواله مرارًا، وفي حالات منها أكدوها تأكيدًا عجيبًا، مثال ذلك: تأكيدهم أقواله حينما اكتشفوا شاهد قبر امرئ القيس بن عمرو الحيري3".
فأمامنا الآن في هذه النصوص والروايات الثلاث الأخيرة: شعر الفرزدق عن صحيفة دغفل في النسب وما يُفهم من قوله عن وجود دواوين شعر جاهلي عنده، ثم رواية حماد وابن سلام عن جمع النعمان للشعر الجاهلي وتدوينه، ثم رواية ابن الكلبي عن أسفار الحيرة ونقوش كنائسها وما فيها من أخبار العرب الجاهليين وأنسابهم، أمامنا إذن في هذه النصوص والروايات، شعر جاهلي وأخبار جاهلية مدونة كلها في كتب وأسفار ودواوين من الجاهلية نفسها. وما زال في الحديث فضل حقيق بأن يُذكر ليزيد ما تقدم حجةً وإيضاحًا.

[1] مقالة عنوانها "بدء التأليف النثري" في مجلة الأدب والفن، السنة الأولى، الجزء الثاني، سنة 1943 ص4.
[2] Gunnar olinder, kings of kinda. 16-17.
3 انظر أيضًا: جواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام 1: 47-48؛ وما كتبه الأستاذ أحمد زكي باشا في مقدمة كتاب الأصنام ص12- 18.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست