responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 161
والربيع بن زياد العبسي وغيرهم كثيرون، ويرسلونها إلى بلاط المناذرة معتذرين عاتبين؛ ونصل هذا الذي قدمناه بما يُروى عن حماد الراوية من قوله[1]: أمر النعمان فنسخت له أشعار العرب في الطنوج -قال: وهي الكراريس- ثم دفنها في قصره الأبيض، فلما كان المختار بن أبي عبيد قيل له: إن تحت القصر كنزًا، فاحتفره فأخرج تلك الأشعار.
وقد يحلو لبعض القدامى أن يطعنوا في حماد ويكذبوه -وسنعرض لذلك في بحثنا عن الرواية والرواة في الباب التالي- وقد يحلو لبعض المحدثين أن يطعنوا في هذه الرواية بذاتها ويكذبوها، ولكنهم لا يقدمون دليلًا يقوم عليه طعنهم وتكذيبهم، وإنما هم يرسلون الكلام إرسالًا ويلقونه على عواهنه؛ وهذا ابن سلام -وهو من هو شكًّا في الشعر الجاهلي وفي بعض رواته- يسوق من هذه الرواية المتقدمة جوهرها ومضمونها، وإن كان لا ينسبها إلى حماد؛ وهو في إيراده هذه الرواية يقبلها ولا يشكك فيها. قال ابن سلام[2]: "وقد كان النعمان بن المنذر منه "أي من شعر العرب في الجاهلية" ديوان فيه أشعار الفحول وما مُدح هو وأهل بيته به، فصار ذلك إلى بني مروان، أو صار منه".
فالروايتان رواية واحدة، وهي رواية تتسق اتساقًا كاملًا مع ما قدمنا من تقييد الشعر الجاهلي وتدوينه، ولا نجد ما يسوغ التشكيك فيها، إلا أن يقوم دليل لم نستبنه بعد.
وثمة خبر آخر يؤيد الخبر السابق ويدعمه، ويدل على مبلغ عناية بلاط المناذرة وأهل الحيرة بتدوين الأخبار والأشعار الجاهلية. فقد قال الطبري3:
"كان أمر آل نصر بن ربيعة، ومن كان من ولاة ملوك الفرس وعمالهم على ثغر العرب الذين هم ببادية العراق، عند أهل الحيرة متعالمًا مُثبتًا عندهم في

[1] ابن جني، الخصائص 1: 392-393.
[2] طبقات فحول الشعراء: 23.
3 تاريخ "ط. مصر" 2: 37.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست