اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 132
وكان أيضًا ممن كتب على الرحل من الشعراء الجاهليين: المرقش[1]، وذلك أنه مرض في الطريق -وكان معه عسيف له من غفيلة، ووليدة هي امرأة الغفلي- فسمع مرقش زوج الوليدة يقول لها: اتركيه فقد هلك سقمًا وهلكنا معه ضرًّا وجوعًا. فجعلت الوليدة تبكي من ذلك، فقال لها زوجها: أطيعيني، وإلا فإني تاركك وذاهب ... فلما سمع مرقش قول الغفلي للوليدة كتب مرقش على مؤخرة الرحل هذه الأبيات:
يا صاحبي تلبثا لا تعجلا ... إن الرواح رهين ألا تفعلا
فلعل لبثكما يفرط سيئًا ... أو يسبق الإسراع سيبًا مقبلا
يا راكبًا إما عرضت فبلغن ... أنس بن سعدٍ إن لقيت، وحرملا
لله دركما ودر أبيكما ... إن أفلت العبدان حتى يُقتلا
من مبلغ الأقوام أن مرقشًا ... أضحى على الأصحاب عبئًا مثقلا
وكأنما ترد السباع بشلوه ... إذ غاب جمع بني ضبيعة منهلا
وهل أبلغ في الدلالة على شيوع كتابة الشعر في الرسائل من هذه الأبيات التي أرسلها الحارث بن كلدة إلى بني عم له يعاتبهم؛ لأنه كتب إليهم قبلها فلم يجيبوه، قال2:
ألا أبلغ معاتبتي وقولي ... بني عمي فقد حسن العتاب
وسل: هل كان لي ذنب إليهم ... وهم منه -فأعتبهم- غضاب
كتبت إليهم كتبًا مرارًا ... فلم يرجع إليَّ لها جواب
ومن أشهر الشعر الجاهلي الذي قيد بالكتابة على الصحف: قصيدة لقيط [1] المفضليات: 459-460، وانظر الأغاني 6: 130-131
2 حماسة ابن الشجري: 68.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 132