اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 809
فقعد فيه متربعا منتفخا، وآخر أهديت له نصيحة فاتخذها ذنبا.
تفقّد الجلسة
قال عبد الملك: إني لأعرف عزّة الرجل في جلسته. وقيل: اختلاف صور جلوس الناس على اختلاف أحوالهم. وقيل: للمملوك جلسة وللراغب جلسة وللندام جلسة وللملاعب جلسة وللمطرب جلسة وللضيف جلسة.
الانتقال من مجلس إلى مجلس
قال الصولي: شرب عندي ابن أبي فنن يوما، فقلت له قم بنا ننتقل إلى مجلس آخر، فقال: النقلة من الإسلام كفر ومن النسب لؤم ومن المجلس سخف. وقيل لبعضهم:
انتقل، فقال: النقلة مثلة.
وكان المأمون كثير التنتقل في مجالسه، ويتمثّل بقول أبي العتاهية:
لا بدّ للنّفس إن كانت مدبرة ... من التنقّل من حال إلى حال
حمد الرّاضي بالقعود دون ما يستحقّ
قال الأحنف رحمه الله: ما جلست مجلسا خفت أن أقام منه لغيري. وقال الشعبيّ:
لأن ادعى من بعيد أحب إليّ من أن أدفع من قريب.
مجلس أو وقت مستطاب
قال ابن أبي البغل:
جلسنا مجلسا حسنا نظيفا ... خلا من كلّ ذي صلف وبغض «1»
وقال آخر:
ومجلس غاب عنه عاذله ... تبدّل فيه الهموم بالطّرب
وقال ابن المعتزّ:
كأنا من بشاشتنا ظللنا ... بيوم ليس من هذا الزّمان
إيثار الشّرب واللهو باللّيل
كان ابن المعتزّ لا يشرب إلا ليلا، ويقول: الليل أمتع، لا يطرقك فيه خبر فاظع ولا سبب مانع، والنهار أبرص لا يتم فيه سرور. أخذ ذلك كشاجم، فقال:
اتخذ الليل جمل ... ما حمل الليل حمل
آمن فيه زائرا ... يشغلني عن الشّغل «2»
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 809