اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 84
ناديناه مراراً: لبيك لبيك. وهو ينادي: يا الله يا الله يا غياث المستغيثين. ونحن نجيبه: لبيك لبيك. وتوجهنا نحو الصوت فألفينا هذا الرجل غريقاً في آخر رمق من الحياة. فأخرجناه من البحر وسألناه عن حاله فقال: كنا مقلعين من أفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام وما زلت أسبح حتى وجدت الموت فلم أشعر بالغوث إلا من ناحيتكم. فسبحان من أسهر سلطاناً وأرق جباراً في قصره لغريق في البحر وظلمة الوحشة حتى استخرجه من تلك الظلمات الثلاث ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الوحشة. لا إله إلا أنت سبحانك يا أرحم الراحمين (للطرطوشي)
الجندي والمحتال
217 إنه كان بثغر الاسكندرية والٍ يقال له حسام الدين. فبينما هو جالس في دسته ذات ليلة إذ أقبل عليه رجل جندي وقال له: اعلم يا مولانا الوالي أني دخلت هذه المدينة في هذه الليلة ونزلت في خان كذا. فنمت فيه إلى ثلث الليل فلما انتبهت وجدت خرجي مشروطاً وقد سرق منه كيس فيه ألف دينار. فلم يتم كلامه حتى أرسل الوالي وأحضر المقدمين وأمرهم بإحضار جميع من في الخان وأمر بسجنهم إلى الصباح. فلما جاء الصبح أمر بإحضار آلة العقوبة وأحضر هؤلاء الناس بحضرة الجندي صاحب الدراهم وأراد عقابهم. وإذا برجل
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 84